موقف المغرب الجديد من روس جاء بعد صدور التقرير الأممي الأخير عن الصحراء المغربية، حيث صرح وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني، أن "روس تجاوز صلاحياته، وضمَّن تقريره الأممي الأخير عبارات مسيئة للمغرب ".
يبدو أن المغرب يريد التخلي عن وساطة روس في ملف الصحراء، الذي لازال يراوح مكانه بسبب تشبت كل الأطراف المعنية بمواقفها.
فخلال الزيارة الأخيرة التي قام بها سعد الدين العثماني إلى الولايات المتحدة الأمريكية، و التي التقى خلالها بمسؤولين أمميين كبار على رأسهم الأمين العام بان كي مون، عبر وزير الخارجية عن استياء المغرب من طريقة عمل روس.
واعتبر العثماني أن سبب الاستياء هو "احتواء تقرير روس على عدة نقط مسيئة للمغرب"، مضيفاً أن المبعوث الأممي "لم يكن منصفا في كثير من المحطات وتجاوز صلاحياته، وتدخل في التقرير الذي يصدره مجلس الأمن الدولي، وضمنه أشياء لا تهمه بل ترتبط بالمسار السياسي للملف".
وكان آخر تقرير صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء المغربية في 17 أبريل الماضي، قد عبر عن استياء الأمم المتحدة من تحركات المغرب في الصحراء، وقال التقرير الذي تم تقديمه إلى مجلس الأمن أن اتصالات بعثة الأمم المتحدة مع مقر الأمم المتحدة من الأراضي التي يسيطر عليها المغرب "اخترقت"، وأضاف أن "عوامل كثيرة قوضت قدرة البعثة على مراقبة الوضع ونقل تقارير ثابتة عنه".
و كان مهتمون بالملف قد وصفوا تقرير الأمم المتحدة الأخير، بأنه واحد من التقارير الأكثر حدة من حيث الانتقادات الموجهة إلى المغرب منذ سنوات في قضية الصحراء.
يذكر أنه لكريستوفر روس علاقات قديمة بجهاز المخابرات العسكرية الجزائرية، بالنظر إلى أنه اشتغل إلى جانبها لحل أزمة الرهائن في إيران، وكان قد فاوض الإيرانيين عن طريق الاستخبارات الجزائرية إبان أزمة الرهائن بعد اندلاع ثروة آية الله الخميني في سنة 1979، كما سبق له حين كان سفيرا لواشنطن بالجزائر، أن تدخل بقوة لمنع الرباط من استكمال صفقة عسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية.