بعد أيام من عودته من جولة قادته إلى دول جنوب القارة الإفريقية، توجه وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية في زيارة استغرقت يومين (25 و 26 يناير).
وتأتي هذه الزيارة قبل عشرة أيام من انعقاد القمة العادية المقبلة للاتحاد الأفريقي، والتي من المقرر أن تنظم عبر تقنية الفيديو في 6 و 7 فبراير في أديس أبابا. وأجرى المسؤول الجزائري محادثات مع نظيرته تومبا نززا ماري والرئيس فيليكس أنطوان تشيسكيدي.
وسيتولى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، اعتبارًا من 6 فبراير ولمدة سنة كاملة الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، خلفا للرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا الذي يعتبر من بين أكبر حلفاء جبهة البوليساريو في القارة الإفريقية.
تشرفت اليوم بلقاء رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، السيد فيليكس تشيسيكيدي، حيث تطرقنا إلى مجموعة من المسائل المتعلقة بالعلاقات الثنائية وكذا القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، تحسبا لتوليه رئاسة الاتحاد الافريقي الشهر المقبل. pic.twitter.com/N48XgHUjO9
— Sabri Boukadoum | صبري بوقدوم (@Boukadoum_S) January 26, 2021
وتحاول الجزائر من خلال هذه الزيارة الإبقاء على ملف الصحراء ضمن أجندة الاتحاد الإفريقي، وهو ما أشار إليه بيان الخارجية الجزائرية الذي جاء فيه إن "زيارة بوقادوم إلى كينشاسا تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ودراسة سبل ووسائل تطوير التعاون بين البلدين، وكذا في إطار التشاور الثنائي حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما وأن جمهورية الكونغو الديمقراطية ستتولى الرئاسة المقبلة للاتحاد الإفريقي".
وتسعى الجزائر لإعادة ملف الصحراء إلى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي، مقابل وضع حد لآلية الترويكا الإفريقية، التي تم إقرارها في قمة نواكشوط سنة 2018.
وسبق لبوقادوم أن دعا في 2 دجنبر "مجلس السلم والامن الافريقي الى تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه عملا بنص بروتوكول انشائه".
وعقب انتهاء أعمال القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي يومي 5 و 6 دجنبر، احتفلت وسائل الإعلام الجزائرية والبوليساريو بانتهاء الترويكا و "عودة قضية الصحراء إلى أيدي مجلس السلم والأمن".
ويذكر أنه بالموازاة مع دعوة الجزائر إلى إعادة قضية الصحراء إلى مجلس السلم والأمن الإفريقي، توجه الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج محسن الجزولي، إلى كنشاسا، حاملا رسالة من الملك محمد السادس إلى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس أنطوان تشيسكيدي.
وفي 19 دجنبر افتتحت جمهورية الكونغو الديمقراطية قنصلية في الداخلة، في حفل ترأسه ناصر بوريطة وتومبا نززا ماري.
والتقى بوقادوم في كنشاسا وزير الخارجية السوداني أيضا. وتشهد العلاقات السودانية الجزائرية برودة مستمرة، منذ قرار الجزائر دعم تقسيم السودان قبل سنة 2011.
وسبق لبوقادوم أن قام قبل زيارته إلى كينشاسا، بجورة قادته إلى جنوب أفريقيا وليسوتو وأنغولا وكينيا ، بهدف التحضير لقمة الاتحاد الأفريقي، ومواجهة أي محاولة من جانب المغرب وحلفائه لاستبعاد البوليساريو من المنظمة القارية.