على خلاف الدول التي سبقت المغرب في توقيع اتفاقيات للتطبيع مع إسرائيل، تصدر حزب العدالة والتنمية، الاسلامي المرجعية، المشهد في المملكة، بتوقيع أمينه العام رئيس الحكومة سعد الدين العثماني على الإعلان المشترك بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة.
فيوم أمس الثلاثاء 22 دجنبر، شهد القصر الملكي بالرباط، أولى خطوات استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل. ومنذ وصول الوفد الإسرائيلي الأمريكي إلى مطار العاصمة الرباط، كان حزب العدالة والتنمية حاضرا في المشهد.
فقد كان عبد الصمد سكال، رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، المنتمي للحزب، من بين مستقبلي الوفد الذي جاء على متن رجلة جوية مباشرة من إسرائيل، وبعد ذلك عقد وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، عبد القادر عمارة القيادي في حزب المصباح، اجتماعا مع الوفد الإسرائيلي، وفي النهاية وقع كل من جاريد كوشنر، المستشار الرئيسي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ومئير بن شبات، مستشار الأمن القومي لإسرائيل، وسعد الدين العثماني إعلانا مشتركا يحدد الخطوات المقبلة لتطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية.
وقبل التوقيع رسميا على اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، كان حزب العدالة والتنمية الذي بنى جزء كبيرا من أطروحته السياسية على رفض التطبيع ودعم القضية الفلسطينية، لا يفوت الفرصة لانتقاد الدول المطبعة مع إسرائيل، والتحذير من الاختراق الصهيوني.
ففي 21 غشت الماضي أصدر بيانا يدين فيه تطبيع الإمارات مع الكيان الصهيوني، ويصفه بأنه دعم للعدوان على الشعب الفلسطيني، وشرعنة لاغتصاب الأراضي ودعم الاستعمار.
وفي 23 من الشهر ذاته قال سعد الدين العثماني في اجتماع حزبي إن المغرب يرفض أي تطبيع مع الكيان الصهيوني لأن ذلك يعزز موقفه في مواصلة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.
لكن بعد أربعة أشهر من ذلك أصبح العثماني أول مسؤول من حزب إسلامي في العالم العربي يوقع اتفاقية للتطبيع مع إسرائيل. فالإمارات والبحرين تحكمهما أنظمة علمانية معادية للإسلام السياسي، والسودان لم يوقع على الاتفاق إلا بعد الإطاحة بحكم عمر حسن البشير الذي كان محسوبا على التيار الإسلامي.
وسيجد العثماني صعوبة في تبرير تصدره مشهد التطبيع مع إسرائيل، أمام القاعدة الانتخابية لحزبه، خصوصا وأنه لم تعد تفصلنا عن الاستحقاقات التشريعية والجماعية سوى بضعة أشهر.
كما أن حزبه يعاني من انقسام داخلي بخصوص التطبيع، فقد سبق لشبيبة الحزب أن أعلنت عن رفضها لإقامة علاقات مع إسرائيل، فيما أصدرت حركة التوحيد والإصلاح التي تعتبر الذراع الدعوي للحزب بيانا في 11 دحنبر الجاري أعلنت فيه رفض كل محاولات التطبيع في المغرب واستنكرتها، وأكدت أنها لا تنسجم مع الموقف الثابت والمشرِّف للمغرب، وحذرت من خطورة الاختراق الصهيوني للدولة والمجتمع، ودعت للانخراط مع الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله من أجل التحرير.