القائمة

أخبار

الرحالة المغربية نورا إفا: كرم السودانيين نادر ومررت بأوقات صعبة في إثيوبيا لكنني سأعود لإتمام رحلتي‎

التعرف على ثقافات الشعوب عن قرب، حلم طالما راود المغامرة المغربية الشابة نورا إفا، وقبل سنة قررت تحويله إلى واقع. واختارت زيارة إفريقيا بدل أوروبا أو آسيا، واليوم تؤكد أنها لم تندم على قرارها، فقد اكتشفت أن للأجنبي مكانة خاصة بين الشعوب الإفريقية تمكنه من الحياة والتنقل بشكل لم تكن تتصوره من قبل.

نشر
نورا إفا، رحالة مغربية
مدة القراءة: 4'

بعد عدة جولات في المغرب دامت لأربع سنوات، قررت نورا البالغة من العمر 32 سنة، إعداد العدة من أجل التوجه إلى دول إفريقية بعيدة لا تعرف عن ثقافتها إلا النزر اليسير، وأرادت إضفاء طابع خاص على مغامرتها وقررت القيام بها عن طريق دراجتها الهوائية، لأنها في نظرها "هي الوسيلة المثالية، التي تجعلك تتحكم في سرعتك، وتستمتع برحلتك".

وبعدما نجحت في إقناع والديها بدعمها فيما تنوي الإقدام عليه، رغم تخوفهما الشديد عليها، وحصولها على إجازة غير مدفوعة الأجر من عملها لمدة سنتين، استغرق منها الأمر ستة أشهر من التداريب، لاكتساب اللياقة البدنية التي تمكنها من قطع آلاف الكيلومترات في دول لم تكن تعرف عنها سوى القليل.

"دموعي لم تفارقني، طوال طريقي إلى مطار محمد الخامس يوم 6 يناير 2020، حيث انتابتني شكوك حول هذه المغامرة. كنت أبحث في البداية عن أعذار لإلغاء الرحلة، عندما تأخرت الطائرة، قلت مع نفسي ربما هي إشارة للعودة. ذلك اليوم شعرت بأحاسيس متناقضة، لكن فور وصولي لمصر، أدركت أنني قمت بالخطة الأولى"

نورا إفا

وقررت ابنة مدينة الصويرة، أن تبدأ رحلتها من مصر حيث قضت بها شهرا كاملا، بعدها انتقلت إلى السودان في فبراير، آنذاك بدأت دول المنطقة تسجل أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا، وقالت نورا في حديثها لموقع يابلادي "بقيت معي بعض الجنيهات مصرية، ما يعادل 600 درهم مغربية، لكن اكتشفت أنه لا يمكنني سحب النقود بواسطة بطاقتي البنكية لأنها أجنبية، حسب قانون البلاد، وهو ما شكل عائقا بالنسبة لي، كما لم يكن لدي الحق بالتوصل بالنقود من خارج السودان".

ووجدت المغامرة المغربية، وهي موظفة بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، نفسها مجبرة على العيش في السودان التي قضيت بها 25 يوما بـ 600 درهم، لكن وبفضل الكرم والاستقبال الحار الذي تلقته من طرف السودانيين "لم أضطر لصرفها، أهل السودان مضيافون كثيرا. تقاسموا معي الأكل ورحبوا بي داخل بيوتهم، حتى في الفندق الذي قضيت به ليلتي، استقبلني بالمجان".

وفي 2 مارس حطت نورا الرحال بإثيوبيا. لكن لسوء حظها تصادفت رحلتها إلى البلد الواقع شرق إفريقيا مع تزايد انتشار فيوس كورونا، ما جعلها تعيش لحظات صعبة وقالت "عند وصولي لأديس أبابا التقيت، بزوجين أجنبيين، يتجولان على متن دراجتهما، وانضممت إليهما، وبدأ بعض الإثيوبيين ينعتوننا بكورونا، اعتقادا منهم أننا قدمنا من أماكن موبوءة".

"تعرضنا أيضا للرشق بالحجارة من أطفال ومراهقين، ما تسبب في إصابة الشخص الذي كان برفقتي هو وزوجته، بجروح على مستوى الوجه، فيما أنا تعطلت دراجتي، في تلك اللحظة أكملا هما طريقهما وأنا كنت مضطرة للبقاء لإصلاح دراجتي. وللأسف لم تكن هذه هي المرة الأخيرة التي أتعرض فيها للرشق بالحجارة".

نورا إفا

وبالرغم من أن إثيوبيا بلد "يستحق الاكتشاف، لكن لسوء حظي قدمت إليه في الوقت غير المناسب، حيث تعرضت لمجموعة من المضايقات، كما أنه أصبح من الصعب التعامل مع الناس أو التقرب منهم، بسبب خوفهم من حملي لفيروس كورونا".

هدفي من السفر ليس قطع مسافات فقط، بل الاحتكاك مع أشخاص من ثقافات أخرى وبلدان أخرى، والتعرف عليهم عن قرب ‎‎

نورا إفا

ومازاد من مشاكل المغامرة المغربية، هو قرار العديد من الدول ومن بينها كينيا المجاورة التي كانت تنوي التوجه إليها، إغلاق حدودها، وظلت عالقة في إثيوبيا لحوالي 6 أشهر "كنت أحاول خلال تلك الفترة القيام بالرياضة، لكي لا أفقد اللياقة التي اكتسبتها، وتعلم التصوير".

وبعد قرار المغرب ترحيل المغاربة العالقين في الخارج، قررت نورا البقاء على أمل أن تفتح كينيا حدودها، إلا أن توتر الأوضاع في إثيوبيا بعد اغتيال المغني الإثيوبي هاشالو هونديسا‎ أجبرها على العودة لوطنها.

وقالت نورا، إن حادث الاغتيال هذا أدخل البلاد في موجة عنف، وتابعت "كانت لحظات صعبة، كما قررت السلطات في البلاد قطع شبكة الإنترنيت لمدة 15 يوما. وانقطعنا عن العالم الخارجي تماما، كنت أتصل بعائلتي من هاتف الفندق فقط".

وفي طريقها للعودة إلى المغرب "توجهت إلى تركيا، وعند وصولي اكتشفت أن أغراضي مفقودة، بما في ذلك دراجتي الهوائية ومعدات السفر، وبالتالي كان من غير الممكن العودة إلى البيت قبل العثور عليها" واضطرت للبقاء في تركيا مدة 20 يوما، إلى أن عثروا على أمتعتها.

وفي أوائل شتنبر عادت إلى حضن عائلتها، ولازت لحدود الساعة في المملكة بسبب عدم السماح بمغادرة المواطنين للسياحة وقالت "أنتظر بفارغ الصبر عودة الأمور لطبيعتها لمواصلة رحلتي، لكن في حالة استمر الوضع على حاله لمدة أطول سأقوم بجولة في المغرب، لازالت لدي سنة أخرى للعودة إلى عملي".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال