تم العثور على تشوهات خفية في الرئة لدى المرضى الذين عانوا من مرض كورونا طويل الأمد، وذلك بعد أشهر من إصابتهم. وكشفت دراسة قادها فريق من جامعة أكسفورد البريطانية أن استخدام الماسحات الضوئية التقليدية لا يمكن أن يكتشف الضرر الذي لحق برئتي هؤلاء المرضى.
واستخدمت التجربة غازا يعرف باسم زينون أثناء إجراء عمليات التصوير بالرنين المغناطيسي لرصد صور لأضرار في الرئة، وتمكن الباحثون من تحديد الأضرار التي لحقت بالرئتين والتي لم تكن واضحة عند الاعتماد على عمليات المسح الأخرى.
وقالت مجموعة بحثية في جامعة شيفيلد البريطانية، إن تقنية المسح الضوئي ساعدت في إظهار أن تلف الرئة غير المرئي مرتبط بما يشار إليه باسم كوفيد طويل الأمد، حيث يبلغ المرضى عن أعراض طويلة الأمد ومستمرة بعد أشهر من الإصابة.
وتشير النتائج إلى أن 8 من كل 10 مرضى يعانون من ضيق مستمر في التنفس وإرهاق بعد ثلاثة أشهر من إصابتهم بفيروس كورونا، على الرغم من عدم نقل أي منهم إلى وحدة العناية المركزة أو استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي اللازمة، ولم ترصد الفحوص التقليدية أي مشكلات أصابت رئة المرضى، بحسب ما نقلت "البي بي سي".
وفقًا لنتائج الدراسة، فإن فحص Xenon يظهر أن نفس المرضى الثمانية يعانون من تلف في الرئة، مع عدم تدفق الهواء بسهولة إلى دمائهم.
تلف الرئة وكوفيد طويل الأمد
وقال البروفيسور فيرجوس جليسون ، الذي يقود البحث ، إنه كان "يتوقع شكلاً من أشكال تلف الرئة ، لكن ليس بالدرجة التي رأيناها".
ويضيف جليسون أن خطر الإصابة بالأمراض الشديدة والوفاة بشكل ملحوظ يزداد لدى من تتجاوز أعمارهم ستين عاما، ولكن إذا أثبتت التجربة أن تلف الرئة يحدث في فئات عمرية مختلفة، وحتى بالنسبة لأولئك الذين لا يحتاجون إلى دخول المستشفى "فإن ذلك سيغير قواعد اللعبة".
وتعتقد الدكتورة شيلي هايلز من فريق جامعة أكسفورد أن ما يقرب من 10٪ من الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كوفيد -19 "قد يكون لديهم شكل من أشكال تلف الرئة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض طويلة".
وقالت "لدينا الآن ما يزيد على مليون وربع المليون من المصابين بالمرض، نسبة 10 في المئة منهم تعد كثيرة".
من المتوقع أن يجري الفريق البريطاني مزيدًا من التجارب على مرضى كوفيد 19، باستخدام تقنية المسح المطورة حديثًا، وسيتم أيضًا فحص رئتي 100 شخص لم يدخلوا المستشفى ولم يعانوا من أعراض خطيرة لمعرفة ما إذا حدثت أي تشوهات بعد أشهر من الإصابة.
في المغرب، كما هو الحال في البلدان الأخرى، أبلغ العديد من مرضى فيروس كورونا عن أعراض طويلة ومستمرة بعد أشهر من تعافيهم، كالتعب وضيق التنفس وفقدان حاسة الشم والتذوق.