رحل أسطورة كرة القدم، الأرجنتيني، دييغو مارادونا، عن العالم يوم أمس، تاركا وراءه مشجعين مذهولين من هول الصدمة من جميع أنحاء العالم بما في ذلك المغرب. وبدأت قصة حب المغاربة والنجم الأرجنتيني يوم 29 يونيو 1986 في ملعب "أزتيكا في مكسيكو سيتي" خلال المباراة النهائية لكأس العالم التي جمعت بين المنتخب الأرجنتيني والمنتخب الألماني.
وخلال المباراة، لوح لاعبون مغاربة بالعلم المغربي احتفالا بفوز مارادونا. حيث حضر وقتها أسود الأطلس المباراة النهائية، كمتفرجين، وكان ذلك بمثابة هدية من الراحل الحسن الثاني لرفاق بادو الزاكي على مشاركتهم البارزة في بطولة كأس العالم في المكسيك.
لكن الجيل الذهبي لكرة القدم المغربية لم يحظ بشرف "المواجهة" مع مارادونا. وفشل تيمومي وبودربالة وباقي اللاعبين، في التأهل لكأس العالم 1990 بإيطاليا، تاركين شرف تمثيل إفريقيا للكاميرون ومصر.
وبعد هذه المنافسة والمباراة النهائية التي خسرتها إيطاليا أمام ألمانيا، دخل الأرجنتيني صاحب الرقم 10 في دوامة لا تنتهي. ولم يعد يتصدر عناوين الصحف الدولية بسبب أدائه وعبقريته على أرض الملعب، ولكن بسبب مغامراته خارج الملعب. ورغم انخفاض أدائه، إلا أنه لم ينسحب من عالم الساحرة المستديرة. وفي سن الرابعة والثلاثين، قرر العودة حينما أتيحت له الفرصة، وتأهل فريقه بصعوبة بعد مباراتين فاصلتين ضد أستراليا في عالم الولايات المتحدة.
كما ضمن أسود الأطلس وجودهم في نفس المنافسة. ففي 20 أبريل 1994، شارك جيل جديد من اللاعبين بقيادة المدرب عبد الله بليندة، في مقابلة ودية، ضد الأرجنتيني مارادونا على ملعب "مونومنتال أنتونيو فيسبوسيو ليبرتي"، بالعاصمة الأرجنتينية، بوينس آيرس. وانتهى اللقاء بهزيمة المنتخب المغربي (3-1)، سجل خلالها الأسطورة الراحل ركلة جزاء، فيما تم تسجيل هدف أسود الأطلس من طرف حسن كشلول بعد تمريرة رائعة من مصطفى حجي.
وفي عام 1997، قرر مارادونا الاعتزال نهائيا، وفي سنة 2004 احتضن ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء مباراة ودية بين المنتخبين، في إطار حملة ترشيح المملكة لتنظيم كأس العالم 2010.
وانتظر الجمهور المغربي حتى عام 2015 لرؤية النجم الأرجنتيني في أحد الملاعب بالمغرب، وذلك بدعوة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، للمشاركة في مباراة استعراضية نظمتها المملكة في مدينة العيون بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء.
وبالرغم من اكتساب مارادونا وزنا زائدا، إلا أن ذلك لم يمنع الجمهور المغربي من حضور المباراة، والاستمتاع بمشاهدة أسطورة كرة القدم عن قرب.
كما تم استدعاؤه في العام الموالي، من أجل المشاركة في نفس الحدث الذي تم تنظيمه أيضا بالعيون، وحظي خلالها بنفس الترحيب الحار من طرف المغاربة.