القائمة

أخبار

هل يزيد دعم الفرنسيين من أصول أجنبية حظوظ فرانسوا هولاند في الفوز بالانتخابات الرئاسية ؟

بعد نجاح كل من فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي في المرور للدور الثاني من الانتخابات الفرنسية، بدأت ساعة الحقيقة تقترب، لتعلن هل ستستمر فرنسا تحت إدارة اليمين، أم أنها ستعود لحضن الاشتراكيين، فإلى أي المعسكرين ياترى يميل مغاربة فرنسا ؟

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

فبعدما انتهت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بتفوق طفيف لمرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي حصل على 28,63 بالمئة من الأصوات مقابل 27,18 لصالح الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي. من المرتقب أن الفرنسيين من أصول مغربية سيعملون على دعم هولاند في الدور الثاني.

معسكر اليسار: دعم كبير

دعم كبير لفرانسوا هولاند على حساب ساركوزي، وذلك راجع لموقف كل منهما اتجاه موضوع الهجرة والإسلام وما يرتبط بذلك من أحياء شعبية واندماج...، هذه المواضيع لها في العادة ثقلها في الانتخابات الفرنسية، خصوصا عند الجالية المغربية و المغاربية بصفة عامة.

معروف أن الفرنسيين المنحدرين من أصول غير فرنسية غالبا ما يصوتون بكثافة لفائدة أحزاب اليسار، وذلك نظرا لإنحراف  خطاب اليمين المعتدل -الذي يمثله في هذه الإنتخابات نيكولا ساركوزي- نحو اليمين المتطرف في الكثير من المواضيع التي تهم هذه الشريحة الواسعة من الفرنسيين، ربما لأن اليمين يدري مسبقاً أن الفئة المذكورة لا تصوت لحسابه، وهو يراهن بذلك على أصوات اليمين المتطرف أو المتعاطفين معه.

فرنسوا هولاند مرشح الحزب الإشتراكي يوجد في محيطه عدد كبير من الشخصيات من أصل مغاربي، ومن أهمها، نجاة فالو بلقاسم و و ناصر مداح و فوزي المداوي الذي يعتبر من بين المقربين من هولاند.

و رغم أن أغلب المشاهير من مثقفين و فنانين من أصل مغربي يتجنبون الإدلاء برأيهم، فيما يخص المرشح الذي يدعمونه، خشية التأثير على مسارهم المهني أو الفني.

فإن البعض كان أكثر شجاعة، ولم يتردد في إعلان موقفه. المنشط الكوميدي  جمال الدبوز على سبيل المثال أعلن صراحة عن دعمه لمرشح اليسار فرانسوا هولاند، نفس الأمر بالنسبة للكاتب الفرنسي من أصل مغربي الطاهر بنجلون، الذي قرر دعم الاشتراكيين في السباق إلى الإليزيه.

معسكر اليمين : ابتعاد ونفور

الخطاب الانتخابي لحزب للإتحاد من أجل حركة شعبية الذي يمثل اليمين يعطي الانطباع أن هناك فرنسيين سواء أكانوا أصليين أو منحدرين من أصول أوروبية، وأن هناك فرنسيين منحدرين من الهجرة، وهؤلاء في غالبيتهم الساحقة ذوو جذور مغاربية وإفريقية. وهو ما يتعامل معه اليسار بنوع من الذكاء ويستغله لصالحه، لأنه يفضل أن يستعمل خطاباً موحداً، وبالتالي لا يتوانى في إعطاء الدروس لليمين، واليمين المعتدل خاصة، بل و لنيكولا ساركوزي نفسه، في كونه يسعى للتفرقة و التشتت، ويساير اليمين المتطرف في طروحاته لاصطياد أصوات الفرنسيين الأكثر تطرفا.

ساركوزي ليست في محيطه شخصيات من المغاربة أو المغاربيين بصفة عامة، باستثناء رشيدة داتي و التي تراجعت شعبيتها و مكانتها في وسط الحزب الحاكم، ولم يعد لها نفس الموقع الذي كانت تحتله خلال انتخابات 2007.

نفور الفرنسيين من أصل مغاربي من ساركوزي جاء نتيجة عودة الحرس القديم إلى جانبه، بزعامة "بريس أورتفوه" - وزير فرنسي سابق لشؤون الهجرة- حيث أن الحرس القديم معروف بعدائه للفرنسيين من أصل أجنبي، فقد سبق للقضاء أن أدان "بريس" عدة مرات بتهم تتعلق بالميز العنصري.

اليمين وعداء المهاجرين

حملة اليمين المتطرف و اليمين على العموم اتسمت بالعداء للفرنسيين من أصول غير أوروبية وزادت حدة هذا العداء خصوصا بعد أحداث تولوز، مما جعل أبناء الجالية المغربية والمغاربية بصفة عامة، ينتقدون الإستغلال الإنتخابي  لهذه الأحداث من قبل أحزاب اليمين، وكذا التنافس المحموم بين الرئيس المنتهية ولايته و ماري لوبين زعيمة الجبهة الوطنية، على أصوات ناخبي أقصى اليمين مما دفعهما معا للدخول في مزايدات انتخابية بشأن الوجود الإسلامي بفرنسا.

وقد قام  ساركوزي بتوجيه تحذير شديد اللهجة إلى اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا، التي نظمت  الملتقى السنوي لمسلمي فرنسا، وقال أنه "لن يتساهل مع أي خطاب يتعارض مع قيم الجمهورية ومبادئها" قد يرفع أثناء تلك التظاهرة.وقد منع ساركوزي ستة دعاة مسلمين بينهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي ومفتي القدس عكرمة صبري من المشاركة في  هذا الملتقى.

مواقف ساركوزي ستكون لها انعكاسات في تصويت الناخبين دوي الأصول المغربية. وربما أن الأغلبية الساحقة منهم ستختار مرشح المعارضة الاشتراكية فرانسوا هولاند، في الدورة الثانية من الاستحقاق الانتخابي الفرنسي.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال