يتواصل تصعيد البلدان الإسلامية ضد الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام. بعد الموقف الذي عبر عنه المغرب، استنكر المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر يوم أمس الإثنين، "بشدة هذه الحملة المسعورة على شخصية سيدنا محمد خير خلق الله رمز التسامح والتعارف والتعايش وعلى الدين الإسلامي الحنيف الذي يعتنقه مئات الملايين في كل القارات".
وأضاف المجلس أنه "من الأكيد أن الرأي مهما كان ليس حرا في جميع الحالات وهو أقل حرية عندما يصدر عن أغراض لا أخلاقية ومنافية لكرامة الانسان".
من جهتها، أعربت موريتانيا في اليوم نفسه في بيان، عن استياءها من التحريض "على ملة الإسلام واستفزاز لمشاعر المسلمين بالإساءة إلى نبينا محمد صلى الله وسلم بدعوى حرية التعبير". ونددت نواكشوط "بهذا السلوك الذي لا علاقة له بحرية التعبير"، مشيرة إلى "أن استهداف قيم الإخاء والتسامح واحترام البشر التي بشرت بها النبوات، لن يزيد واقع البشرية الآن إلا تأزما وتعقيدا". وعلى الرغم من هذا الاحتجاج الرسمي، لم تسمح الحكومة للمجموعة من الأشخاص من تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة الفرنسية، وتمت في آخر المطاف بعيدًا عن التمثيلية الدبلوماسية.
وخلافا لردود الفعل المحسوبة في العواصم المغاربية الثلاث، اختارت طرابلس رفع نبرتها، ودعا الناطق باسم وزارة الخارجية محمد القبلاوي، في بيان، الرئيس الفرنسي إلى "العدول عن تصريحاته الاستفزازية والاعتذار لأكثر من مليار مسلم منهم فرنسيون، منوها إلى أن التطرف الذي يتخذه شماعة لإساءته لا يمت للدين الإسلامي بصلة".
وفي ظل غياب رد رسمي في تونس، تعالت أصوات مئات التونسيين، يوم الأحد في وقفة احتجاجية، تم تنظيمها في تطاوين (جنوب شرقي البلاد) ردا على إساءة ماكرون لنبي الإسلام. ومع ذلك، لم يخرج المفتي (أعلى سلطة دينية في البلاد) عن صمته بعد.
ومن جانبها أعربت الكويت عن استيائها من إعادة نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في فرنسا. وحذرت الخارجية الكويتية -في بيان رسمي- "من مغبة الاستمرار في دعم الإساءات والسياسات التمييزية التي تربط الإسلام بالإرهاب؛ لما تمثله من تزييف للواقع، وتطاول على تعاليم الإسلام، وإساءة لمشاعر المسلمين في أرجاء العالم".
وفي قطر، أمرت الدوحة المعروفة بقربها من تركيا وجماعة الإخوان المسلمين، بتأجيل "الأسبوع الثقافي الفرنسي" المقرر في جامعة قطر إلى موعد لاحق. وقالت الجامعة على حسابها في موقع التواصل الإجتماعي تويتر "عطفًا على مستجدات الأحداث الأخيرة والمتعلقة بالإساءة المتعمدة للإسلام ورموزه، فقد قرَّرت إدارة جامعة قطر تأجيل فعالية الأسبوع الفرنسي الثقافي إلى أجل غير مسمى".
وساهمت هذا الأزمة في الرفع من شعبية الرئيس التركي لدى جزء كبير من المسلمين. حيث زاد من هجماته المباشرة على إيمانويل ماكرون وأصبح أيضًا من أكبر المدافعين عن حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية. علما أن التوترات بين رئيسي الدولتين مستمرة منذ عدة أشهر.
وعلى خطى أردوغان، وصف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، خطاب ماكرون في 2 من أكتوبر بأنه "هجوم على الإسلام". وقال في تغريدة على تويتر "من المؤسف أنه اختار تشجيع الإسلاموفوبيا من خلال مهاجمة الإسلام بدلاً من الإرهابيين الذين يمارسون العنف سواء كانوا مسلمين أو متشددين بيض أو من حاملي الأيديولوجية النازية". وكان وزير خارجيته قد استدعى، الاثنين، السفير الفرنسي لينقل إليه "إدانة باكستان لحملة الإسلاموفوبيا الممنهجة التي تنفذ بذريعة الدفاع عن حرية التعبير".