في هذه الفترة من الخريف، والتي تعرف تزايدا مستمرا في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، لا زال بعض المغاربة يخلطون بعض أعراض كوفيد 19 ببعض أعراض الحساسية الموسمية، نظرا لبعض الأعراض الشائعة المتشابهة.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال الدكتور محمد زيزي، اختصاصي امراض الجهاز التنفسي والقلب في الدار البيضاء، إن "الحساسية التنفسية ناتجة عن مسببات الحساسية، أي أن هناك عاملًا وراء ظهورها. في أغلب الأحيان، يكون عاملًا موجودًا إما في منزل المريض، مثل الغبار، أو في الهواء، مثل حبوب اللقاح الموجودة التي تظهر في فصلي الربيع أو الخريف".
حساسية أو إصابة بكوفيد 19.. ماهي الأعراض؟
بحسب الدكتور، فإن العلامات السريرية بين هذا النوع من الحساسية وفيروس كورونا مختلفة. وأوضح قائلا "في كثير من الأحيان عند الشخص المصاب بالحساسية، لا يصاب بالحمى. بالإضافة إلى ذلك، فإن حساسية الجهاز التنفسي لا تؤثر على الحالة الصحية بشكل عام، في حين أنه عند الإصابة بكوفيد 19، فغالبًا ما يصحبها الشعور بتعب شديد".
من جانبه، أوضح الدكتور عبد الله المزيان، أخصائي الأمراض الرئوية، أنه يمكن للحساسية أن تحدث التهاب على مستوى الأنف يسمى بالتهاب الأنف التحسسي. وأيضا على مستوى العيون، إما التهاب الملتحمة التحسسي أو الربو".
"إذا كان الأمر يتعلق بشخص تعود على هذا النوع من الحساسية، فهو معتاد على ظهور هذه الأعراض. ويمكن أن تظهر هذه الأعراض أيضًا عند التعرض لمسببات الحساسية، وإذا قام باستشارة طبية، يتم التحكم في هذه الأعراض بالأدوية التي يتم وصفها له".
لكن إذا لم يتم علاج هذه الحساسية واخترقت الجهاز التنفسي بحسب الطبيب، فيمكن أن "تسبب سعالًا يمكن الخلط بينه وبين فيروس كورونا"، على الرغم من أن "العلامات الأولى، بين حساسية الجهاز التنفسي وفيروس كورونا، متعارضة تماما".
وأوضح الدكتور المزيان، أن الالتهابات الفيروسية، بشكل عام، أي الأمراض التي يسببها فيروس ينتشر في الجسم "يمكن أن تسبب الإرهاق في العضلات، وصداع وإحساس بالحمى وحلق جاف أو شديد التهيج، تؤدي أحيانا إلى إحساس بضيق في الصدر".
وحذر الدكتور، أنه على عكس الشخص المصاب بالحساسية ويتابع علاجه "يمكن أن يبدأ المشكل عندما تظهر هذه الأعراض لدى شخص لأول مرة" ونصح "بعدم التقليل من شأنها والاكتفاء بالقول إنها حساسية بسيطة دون أي استشارة طبية".
وحول ما إذا كان فيروس كورونا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحساسية أو الربو، أوضح الأخصائي أن "الإحصائيات المختلفة التي لوحظت منذ بداية الوباء إلى وجود ضئيل لمرضى الربو، مقارنة بالأمراض الأخرى، مثل مشاكل القلب والأوعية الدموية ومرض السكري" ولكن "هذا لا يعني أنهم محميون" بحسب خبير أمراض الجهاز التنفسي.
وأكد الطبيب محمد زيزي أنه "بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حساسية الجهاز التنفسي غير المصابين بالربو، فإن الإصابة بفيروس كورونا لن تختلف عن تلك التي تظهر لدى المرضى الأصحاء الآخرين" مشيرا إلى أن "الأعراض التي ستظهر عليهم والمضاعفات التي يمكن أن تحدث ستكون هي نفسها"، دون أن يستبعد حقيقة أن فيروس كورونا المستجد، قد يكون عامل خطر لهذه الفئة من المرضى.
"بالنسبة لمرضى الربو، يمكن أن يؤدي فيروس كورونا المستجد إلى تفاقم حالتهم الصحية وقد يعانون من نوبات شديدة. نظرا لأنهم يعانون من فشل في الجهاز التنفسي بسبب الربو، وبالتالي فإن الأمر قد يزدادا حدة بسبب كوفيد 19"
بالنسبة للأخصائي فإنه "يمكن للطبيب وحده التفريق بين نوبة الربو والإصابة بفيروس كورونا المستجد" وقال "نقوم بإجراء فحوصات إضافية، مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية، والتحليلات البيولوجية وأيضًا الماسح الضوئي الذي يوجهنا إما نحو تفاقم الربو أو حالة كوفيد -19"
وأكد زميله محمد أمزيان، أن أي تأخير يمكن أن يزيد من تعقيد حالة المريض وقال "حاليا على أي شخص أن يفترض على أن الأمر يتعلق بكوفيد 19 ، لأن السارس كوف 2 ينتشر أكثر بكثير من الفيروسات الأخرى. لذا كلما كان الشخص يعاني من ضيق في الصدر أو صعوبة في التنفس، يجب عليه استشارة الطبيب".