يقوم عدد من المهاجرين غير النظاميين المغاربة، بتوثيق رحلاتهم إلى إسبانيا على الشبكات الاجتماعية، بشكل متزايد.
فعلى خطى البطل المغربي في رياضة التايكواندو أنور بوخرصة، الذي اختار في أكتوبر 2019، مغادرة أرض الوطن باتجاه إسبانيا، عبر "قارب الموت"، ونشر شريط فيديو يوثق رحلته مع شبان آخرين، حيث قام بالاستغناء عن إحدى ميدالياته عن طريق إلقائها في البحر، قام حمزة طارق، المعروف باسم Patruck Official على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، والذي يتابعه أكثر من 20000 شخص، بتوثيق مغامرته أيضا بشريط فيديو.
وفي 13 أكتوبر الماضي، نشر أول فيديو عن المغامرة على حسابه بـ "انسغرام" يظهر فيه على متن قارب مع عشرين شخصًا على الأقل.
وفي الشريط ذكر كل منهم اسم المدينة التي ينحدر منها. وقال حمزة طارق "آمل أن يوفق الله كل من له قلب طيب. أما بالنسبة للحقودين ابقوا حيث أنتم". وتم تداول فيديوهات المؤثر المغربي على أنستغرام على نطاق واسع، ونقل الخبر موقع "إلسبانيول".
وعاد حمزة طارق لنشر شريط فيديو آخر على حسابة في نفس اليوم، أكد فيه وصوله هو وباقي الركاب إلى الأراضي الإسبانية وقال "الحمد لله لقد وصلنا بسلام".
وتأتي هذه المحاولة في وقت، ترتفع فيه عمليات الهجرة غير النظامية في اتجاه السواحل الإسبانية. وبحسب موقع "إلسبانيول" فإنه "على مدى الأسبوعين الماضيين، استقبلت جزر الكناري 1021 مهاجرًا حيث ارتفع عدد المهاجرين غير النظامين الوافدين، مند بداية 2020، إلى 8102 مهاجرًا، وهو رقم أكبر بكثير مقارنة بـ 2019".
وفي العام الماضي، انتشر أيضا على نطاق واسع مقطع فيديو بطل التايكوندو المغربي أنور بوخرصة وهو يغادر المغرب متوجها إلى إسبانيا على متن قارب للهجرة غير النظامية، وأشار في تصريحات صحفية بعد وصوله إلى الأراضي الاسبانية، إلى أن الظروف الصعبة هي التي قادته إلى الهجرة وقال "منذ سنة 2017 وأنا أعيش الحگرة، لم أحصل على المكانة رغم ما قدمت لهم، شعرت بجميع أنواع القمع لدرجة أنني أصبحت أرى أن مساري الرياضي ذهب سدى".
وفي دراسة صادرة في مارس 2019 عن معهد الدراسات الأمنية في جنوب إفريقيا، بعنوان "وسائل التواصل الاجتماعي تساعد في التغلب على الانقسامات في شمال إفريقيا لتسهيل الهجرة"، قال المشرفون عليها، إن "هذا النوع من الفيديوهات والحديث عن مثل هذه التجارب لا يزال يوجه الشباب المغاربيين، ويشجعهم على التشبث بسعيهم نحو الإلدورادو الأوروبي".
ويحظى طريق الهجرة إلى جزر الكناري بشعبية كبيرة لدى المهربين، بحكم قرب جزيرة فويرتيفنتورا، من الساحل المغربي. ولا تمنع المخاطر القوارب من المغادرة من مدن مثل طرفاية وأكادير أو حتى من مدن بعيدة من خوض هذه المغامرة.
ففي غشت الماضي وحده، لقي ما لا يقل عن 50 مهاجرا حتفهم عندما تحطم القاربان اللذان كانا متجهين إلى جزر الكناري، أحدهما قبالة الداخلة والآخر في نواذيبو بموريتانيا. وفي فبراير الماضي، لقي حوالي 15 شخصًا مصرعهم إثر انقلاب القارب الذي كان على متنه 28 شخصًا.