مرشحة عن جبهة اليسار الفرنسية : مشروع "التي جي في" يجسد سياسة الاستغلال التي تنهجها فرنسا اتجاه المغرب

ضد "التي جي في": و شهد شاهد من أهلها

بعد الانتقادات الكبيرة التي واجهها مشروع "التي جي في" من قبل العديد من السياسيين و المواطنين المغاربة على حد سواء، دخلت مرشحة جبهة اليسار الفرنسية "سرتشيكي" للانتخابات التشريعية الفرنسية القادمة على الخط، فقد صرحت خلال لقاء تواصلي مع أفراد الجالية الفرنسية المقيمة بالمغرب بمقر حزب اليسار الإشتراكي الموحد بالدار البيضاء، أن السياسة الفرنسية الحالية اتجاه المغرب مبنية على ما سمته "الإستغلال" و قالت أن "التي جي في" هو خير مثال على ذلك، و أضافت أن الفرنسيين "يتبجحون بكونه دعم مقدم للمغرب" و قالت أنهم في الحقيقة سيسترجعون الأموال التي قدموها للمغرب بفوائد عالية، و وصفت العملية بكونها "سرقة وليست مساعدة"، و أضافت مرشحة جبهة اليسار الفرنسي أن جبهتها تساعد المشاريع التي تكون في "صالح الشعوب و ليس سرقتها"، و قد أكدت أن حزبها سيدعم جميع المطالب الحقوقية و الإجتماعية و السياسية التي يطالب بها الشعب المغربي. 

سوتشيكي قالت أن حزبها يرى أنه من الضروري أن تتغير السياسة الفرنسية التي ينتهجها الحزب الحاكم،  و تحدثت عن ضرورة الوقوف في وجهه. 

المغرب و "التي جي في": "آش خاصك ألعريان، لخواتم أمولاي" 

مشروع "التي جي في" ينظر إليه الكثير من المغاربة على أنه هدر للمال العام و محاولة لتلميع صورة المغرب في الخارج، و إبداء صورة لا تعكس واقع التهميش و الفقر و البطالة في المغرب. 

هذا المشروع جعل البعض يطرح عدة أسئلة من قبيل هل يعد مشروع "التي جي في" هذا ذو أولوية ملحة، بحيث أعطيت له الأسبقية على حساب توفير الحد الأدنى على الأقل من الخدمات الأساسية لكثير من المواطنين المغاربة؟ و هل هذا المشروع يتناسب مع بلد يموت صغاره قبل شيوخه جوعا و بردا في عدد من المناطق النائية بالمغرب؟ 

أي معنى "للتي جي في" في بلد نسبة كبيرة من مواطنيه تعاني عزلة قاتلة، من دون مدرسة ولا مستشفى ولا شبكة طرقية، ولا مياه و لا كهرباء، وهل نحن فعلا في حاجة لاستيراد تكنولوجيا متطورة في بلد أكثر من نصف ساكنته تعانى من الأمية. 

طبعا لا عيب و لا حرج أن نستفيد من التطور التقني للآخرين، ولكن العيب هو أن نفوت لهذا الآخر قطاعا مهما حتى يتمكن من التنفيس عن الأزمة الاقتصادية التي يعانيها. 

يذكر أن مجموعة من الناشطين أنشأوا موقعا إلكترونيا لجمع التوقيعات المعارضة لهذا المشروع.

مع "التي جي في":الحفاظ على مصالح الغرب أم بناء المغرب العصري؟ 

و علاقة بالموضوع فقد سبق لوزير الخارجية الفرنسي آلان جوبي، أن دافع  بقوة عن مشروع القطار السريع ، قائلا إنه "ليس مجرد مشروع للربط السككي، بل هو مشروع تنموي سيستفيد منه المغرب". 

وهو ما اعتبره المراقبون ردا على الانتقادات التي وجهت إلى المشروع من قبل العديد من جمعيات المجتمع المدني، بل حتى بعض القياديين في حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الحالية.

فيما يرى المناصرون للمشروع من داخل المغرب، أن معارضته هي مجرد رد فعل طبيعي في بلد محافظ ضد أي جديد خصوصا إذا كان هذا الجديد قادما من الغرب، و قالوا أن المغرب سيستفيد من هذا المشروع، الذي سيسهل مهمة الانتقال بين قطبين اقتصاديين للملكة طنجة والبيضاء، وبالتالي سيساهم في الدفع بالإقتصاد الوطني للأمام.

يذكر أن العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز منح هبة للمغرب بقيمة 200 مليون دولار لتمويل جزء من مشروع القطار فائق السرعة "تي جي في" الذي سيربط بين طنجة والدارالبيضاء في المرحلة الأولى.