أظهرت دراسة حديثة سيتم نشرها في العدد 117 من مجلة Cretaceous Research في يناير 2021، المزيد من الأدلة على الأطروحة القائلة بأن سبينوصور وهو ديناصور ضخم آكل للحوم كان يعيش قبل ملايين السنين بالمغرب.
وأكدت الدراسة التي أشرف عليها سبعة خبراء، أن هذا "الوحش الضخم" الذي كان يعيش في الأنهار، واستندت في استنتاجاتها للأحافير التي تم اكتشافها في مواقع جديدة تقع بالقرب من تاردا في الجزء الشمالي من تافيلالت، المتواجدة جنوب شرق المغرب.
واكتشف الباحثون في موقعين جديدين ينتميان إلى مجموعة "كم كم" النهرية، وهي منطقة صحراوية تقع في الجنوب الشرقي للمغرب (بين كلميمة والرشيدية)، أسنان سبينوصور.
وقال المشرفون على الدراسة إن "تواجد أسنان سبينوصور بشكل كبير مقارنة ببقايا الديناصورات الأرضية، وحتى بعض الحيوانات المائية، تدعم بقوة فرضية أن سبينوصور كان حيوانًا مائيًا إلى حد كبير، وأنه كان يقضي معظم حياته في الماء حيث فقد أسنانه وبقت هناك".
وأوضحت الدراسة أنه خلال الاستطلاع الميداني بالقرب من تاردا، اكتشف باحثون محليون في مجال الحفريات في الموقع الأول، كما هائلا من العظام عند سفح قناة من الحجر الرملي. وأوضحت أنه تم العثور على "مجموعة من الكتل الكبيرة من الحجر الرملي تطوق الحفريات وكانت جميعها تضم أسنان سبينوصور وأسنان منقارية تعود للقرش السيفي المُسمى Onchopristis بالإضافة إلى فقراته الدائرية".
وفي الموقع الثاني، الذي يقع على بعد 1.5 كيلومتر فقط من الموقع الأول، التقى الباحثون أشخاصا يبحثون عن الأحافير، وجاء في الدراسة "اشترى أحدنا جميع الأحافير التي حصل عليها المنقبون ووضعناها في كيس كبير". حيث تم جمع ما لا يقل عن 1261 عينة بين الموقعين.
وفيما يتعلق بالموقع الأول قال الباحثون "كان عدد أسنان سبينوصور أقل من مجموعة الأسنان الأخرى، وهي الأسنان المنقارية لسمكة المنشار Onchopristis numidus". وبالنسبة للموقع الثاني، فقد تم العثور بها على مجموعة أكثر تنوعًا، وجد الخبراء بها على 225" سنًا من إجمالي 407" تعود إلى سبينوصور.
"بينما يجب اعتبار جميع الحفريات التي تم جمعها من هذه المناطق شبه أصلية، ومن خلال الكم الهائل الذي تم العثور عليه من أسنان سبينوصور، يرجح جدًا أن هذا الحيوان عاش بدرجة أولى في النهر وليس على طوله ضفته (...)التحليل المورفولوجي وبيانات علم التاريخ الحفري تدعم بقوة أسلوب الحياة المائي للسبينوصور".
تتفق نتائج الدراسة الجديدة مع التفسيرات التشريحية القائمة على أدلة علم البيئة القديمة للسبينوصور التي نوقشت في الدراسة التي نُشرت في أبريل الماضي. فمن خلال دراسة وتحليل العظام الأحفورية لذيل هذا الكائن المنقرض، التي تم العثور عليها في منطقة "كم كم"، صار من الممكن "فهم أسلوب حياة وقدرات هذا الديناصور الطويل آكل اللحوم".
وخلصت الدراسة إلى أن أسلوب حياة هذا الكائن الذي عاش في العصر الطباشيري، كان مائيا و يتغدى على الأسماك.