اعتبرت المحكمة المكلفة بالنظر في ملف قضية مقتل المراهق المغربي عزام الركراكي البالغ من العمر 18 سنة طعنا، في 10 ماي 2019، على يد قاصر يبلغ من العمر 17 عاما، أن هذا الأخير، ارتكب الجريمة "دفاعا عن نفسه"، وهو ما يجعلها مصنفة في خانة الجرائم غير العمدية.
وبحسب موقع " Irish Times" فإن المتهم وجه خمس طعنات للضحية عزام على مستوى الصدر، ما تسبب في فقدانه كميات كبيرة من الدم وبالتالي وفاته. وخلال المحاكمة، التي بدأت أطوارها في 2019، قال محامي المتهم بأن موكله "تصرف دفاعًا عن النفس" خلال الشجار الذي اندلع بين أصدقائه وأصدقاء عزام بسبب دراجة مسروقة.
وأثناء مثولهم أمام القاضي اعترف أصدقاء المتهم الذين كانوا بدورهم ضالعين في الشجار، بأن أسباب الحادثة تعود إلى سرقة مراهق من بينهم دراجة هوائية تعود لأصدقاء عزام، وهو ما جعل مجموعة المراهقين التي ينتمي إليها الضحية تخطط للدخول معهم في عراك جماعي.
واعترف أحد أصدقاء المتهم بأنهم اجتمعوا في أحد المنازل استعدادا للشجار، مؤكدا بأن الشخص المتابع في القضية كان يحمل آنذاك سلاحا أبيضا، لكنه تراجع عن اعترافاته فيما بعد.
والتقت المجموعتان في حديقة " Finsbury"، التي كانت شاهدة على الجريمة، ودخلتا في نقاش حول الدراجة الهوائية، وسرعان ما تطورت الأمور للأسوأ.
وبينما يتهم أصدقاء المراهق المتابع في القضية أصدقاء الضحية بالتسبب في الشجار، ينفى هؤلاء ذلك، ويؤكدون أنهم وجدوا أنفسهم مرغمين على الدخول في المواجهة بعد تعرضهم لاعتداء من المجموعة الأخرى. وأكدوا أن المتهم تبع الضحية الذي سقط على الأرض، وقام بطعنه ما أدى إلى مقتله.
لكن الطبيب الشرعي، قدم رواية مختلفة وقال إن "الإصابات التي تعرض لها عزام يمكن أن تكون قد حدثت أثناء وقوفه" وهو ما أكده ثلاثة شهود تصادف وجودهم أثناء الحادث في الحديقة، حيث قالوا، إنه لم يروا أي شخص ملقا على الأرض.
وبعد 13 ساعة من المداولات، ذهب عشرة من هيئة المحلفين، إلى أن المتهم لم يرتكب جريمة القتل العمد، وإنما كان يدافع عن نفسه، فيما رأى اثنان منهم فقط، عكس ذلك. ولم تتقبل عائلة عزام، القرار واعتبرته "غير عادل".
وقام والد الضحية بإطلاق عريضة على موقع change.org يطالب فيها بتحقيق العدالة لابنه، جمعت 8 آلاف توقيعا. وكتب فيها أن "الحكم كان مفاجئا ومحبطا" وأشار إلى أن الأسرة ستستأنفه.
وتعود أحداث مقتل الطفل المغربي عزام الركراكي، إلى 10 ماي 2019، وتم تشييع جنازته يوم الجمعة 17 ماي من نفس السنة في مسجد كلوسكيغ، كما أقيم حفل تأبين الضحية في 19 من نفس الشهر في المسجد ذاته، حضره 600 شخص من بينهم عائلته وأصدقائه.