في المستشفيات التي تستقبل حالات الإصابات بفيروس كورونا تختلف المراقبة الطبية وجودة الرعاية من مركز لآخر، وذلك حسب روايات المرضى أو الذين أنهو فترة علاجهم وخاصة بالمستشفيات الميدانية.
وفي اتصال مع موقع يابلادي، قال أمين، وهو شاب تم تشخيص إصابة خالته وشقيقه الأصغر وعمه بفيروس كورونا المستجد، إن الخدمات تختلف من مدينة إلى أخرى، وذلك راجع إلى الوضع الوبائي لكل منطقة أو مدينة، وبالخصوص نسبة ملء المستشفيات.
وأوضح "في طنجة، أجرت عمتي وهي في الستينيات من عمرها اختبار الكشف عن كوفيد19 يوم الإثنين، وتوصلت بالنتائج مساء الجمعة. بعد ذلك تلقت اتصالا من طرف الخدمات الصحية لإبلاغها بأنه سيتم نقلها في اليوم التالي إلى المستشفى الميداني في الغابة الدبلوماسية ".
وهو ما حصل بالفعل، حيث تم نقلها إلى المستشفى الميداني المذكور، وتتواصل العمة مع ابن أخيها يوميا. ويحكي قائلا "هناك يتم استقبال المرضى بشكل جيد، والأطباء معبؤون لخدمتهم، ويتم إجراء تحاليل الدم وتخطيط القلب وفقًا للبروتوكولات الصحية، والأفرشة جديدة، كما أن الأدوية توزع في الوقت" حسب رواية عمته. وأضاف "يتم تنظيف الحمامات والمراحيض والغرف من قبل عاملات النظافة مرات عديدة".
وبحسب المتحدث نفسه فإن "جودة الوجبات أيضًا جيدة جدًا، وتشمل الفطور والغداء والشاي والعشاء. وهناك كافيتيريا مجهزة بتلفاز، مفتوحة في وجه جميع المرضى مجانًا، بالإضافة إلى طاولة بلياردو ومنطقة ترفيهية وملعب لكرة القدم" وأشار إلى أنه يتم بشكل يومي عرض قوائم أسماء الأشخاص الذين يمكنهم مغادرة المستشفى.
لكن مع زيادة حالات الإصابة في المنطقة، عرف الجناح المخصص للذكور ضغطا كبيرا. وقال أمين إن "الحالات التي لم تكن تظهر عليها أعراض غادرت المركز الاستشفائي بعد خمسة أو ستة أيام، من أجل مواصلة العلاج في المنزل، وتم بعد ذلك تخصيص جزء من جناح النساء لرعاية المرضى الجدد".
وبالتالي لم يتم إدخال أخيه الصغير الذي أصيب فيما بعد بفيروس كورونا المستجد، إلى المستشفى، وذلك بسبب الضغط الكبير، وأيضا نقص موارده البشرية. وتم التكفل بحالة أخيه، المصاب بالربو، عن بعد من قبل فريق طبي "من خلال تناوله جرعات لدواء الكلوروكين في المنزل".
وفي جهة فاس، تدهور الوضع الصحي إلى درجة أن المستشفيات لم تعد قادرة على إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس، حسب ما صرح به، يوسف الدحماني، وهو صحفي في موقع يا بلادي، ظهرت عليه أعراض الفيروس، لكن لم يتمكن من إجراء الاختبار بمستشفى تازة. وهو ما أكده لنا أمين بدوره، بعد أن اشتبه عمه المقيم في فاس في إصابته بكوفيد 19.
وقال أمين إن عمه "توجه إلى الصيدلية، حيث تم إعطاءه جميع الأدوية اللازمة التي يتم وصفها لعلاج كوفيد 19، باستثناء الكلوروكين الذي يجب أن يصفه له طبيب ممارس".
وفي المستشفى الميداني بسيدي يحيى، عانى المرضى من ضعف الموارد البشرية كثيرا، إذ تمكن عدد قليل منهم من تلقي المراقبة الطبية والرعاية من الفرق الطبية المخصصة لذلك.
ووصفت أخت لمريضة، قضت فترة علاجها بهذا المركز الاستشفائي، ظروف المستشفى "بغير الإنسانية"، ما دفع المرضى إلى إشعار وزارة الصحة. ليتم بعدها "إعطاء الحق للمرضى في الحصول على زيارات طبية منتظمة، وبعض العلب من دواء دوليبران"، حسب تغريدة لها على تويتر.
وتابعت، أنه حتى إجراءات خروج أختها من المستشفى لم تكن يسيرة. وأوضحت أنها ظلت "تنتظر ساعات طويلة، دون الحصول على أي تفسير لهذا التأخر. في الساعة 1:00 صباحًا، وصلت وسيلة للنقل، وتمت المناداة على المقيمين بسلا، دون أولئك القادمين من الرباط ".
وبعد 24 ساعة تقريبا، تمكن المرضى القادمين من الرباط والذين تماثلوا للشفاء، من العودة، حيث وصلت الحافلة في الساعة الثالثة صباحًا إلى العاصمة، لكن "لم يتم نقل المرضى إلى منازلهم"، حسب المتحدثة نفسها، التي تحكي أن أختها وصلت بعد ذلك "متعبة ومدمرة نفسياً".
وحاول موقع يابلادي الاتصال بوزارة الصحة، للاستفسار عن الوضع، لكن دون جدوى.