ضمن مقال نشرته جريدة "أخبار اليوم" قالت فيه أنه بالموازاة مع طرح مركز النجدة لمساعدة النساء ضحايا العنف بالدار البيضاء لتقرير صادم عن العنف ضد النساء، خرج رجل من مدينة المحمدية ليطعم أرقام التقرير بشهادات حية عن واقع تعنيف المرأة داخل البيت. الرجل ليس سوى مصطفى الذي يعمل حلاقا، فتح قلبه بكل أريحية ليقول أمام عدسة كاميرا إحدى القنوات العربية إنه "رجل قوي فقط لأنه يضرب زوجته".
إلى جانب مصطفى، كانت زوجته و ابنته تجلسان لمتابعة شهادته التي ظل ينتشي بها. بدا فخورا و هو يقول إنه "من أنصار العنف ضد المرأة لأنه تأثر بوالده الذي كان يضرب والدته".
تزوج مصطفى عدة مرات، و في كل مرة يضرب زوجته، و صار شهيرا بذلك وسط عائلته، و يعتقد أن ضرب الزوجة "سيجعلها يخلص له". لم يكن مصطفى يقدم شهادته فقط، بل كان يدافع عنها كما لو كانت إنجازا عظيما. و يقول أمام زوجته، التي كشفت عن وجهها و تزينت لتظهر إلى جانبه و هو يقدم شهادته "العظيمة" في حقها : "مني نجي من لخدمة ضروري نضربها. أضربها مرة أو مرتين في الأسبوع، و المرأة يجب أن تضرب و لو مرتين في الأسبوع، و حتى لو لم ترتكب خطأ، لأنه نوع من الحب".
و يأتي العنف الجسدي على رأس أنواع العنف الممارس ضد المرأة بنسبة 40.39 في المائة، حسب تقرير مركز النجدة، الذي أوضح أن 40.39 في المائة من أنواع العنف الممارس على النساء المعنفات هو عنف جسدي، و 5.04 في المائة فقط هو عنف جنسي.
و حدد التقرير الأزواج كمصدر للعنف بالدرجة الأولى بنسبة 97.26 في المائة. و حسب نفس التقرير، فإن بيت الزوجية يشكل المكان الأول لممارسة العنف بنسبة 97.56 في المائة من الحالات المعنفة.
مصطفى يفسر ذلك بالقول بأن الرجل عندما يعود من عمله لابد أن يجد زوجته مستعدة ل"يبرد فيها الغدايد ديالو"، حتى و إن لم تفعل شيئا. و يعزز شهادته بقصة تربى في أحضانها و انتهل منها الشيء الكثير، و يقول: "والدتي كانت تتصرف أحسن عندما كان يضربها والدي و لو تكن تخرج من البيت، و بعد وفاته صارت تخرج، إذن فالضرب مفيد.
كل التقارير تؤكد أن أكثر العنف ضد المرأة تمارس داخل بيت الزوجية، لكن أن يخرج رجل يدافع عن ما يعتبره "إنجازا و حقا"، فذلك أثار استنكار العديد من الجمعيات الحقوقية التي نددت بالأمر، كما استنكرت "خنوع زوجته" التي وقفت ك"ديكور" شاهد على جرائم العنف.
و عندما واجه الصحفي مصطفى بطلب لسؤال زوجته عن رأيها، أجاب ببرودة دم و ثقة مفرطة في النفس: "لا تستطيع أن تجيبك لأنني أرعبها، و كلما طرقت الباب ترتعد فرائصها".