أرخت أزمة كورونا بظلالها على العاملين في قطاع الإرشاد السياحي، بعد إغلاق الحدود، حيث وجدوا أنفسهم في وضعية صعبة في ظل غياب أية مداخيل أو مساعدات مادية.
وفي تصريحه لموقع يابلادي، أكد حسن جناح رئيس الجامعة الوطنية للمرشدين السياحيين بالمغرب، أن المرشدين السياحيين تضرروا كثيرا من الآثار الاقتصادية للأزمة الصحية العالمية "حتى قبل دخول الوباء إلى المغرب، بسبب تراجع عدد السياح في دجنبر 2019".
وقبل ظهور المرض في البلاد يؤكد جناح أنهم قدموا "مقترحا، يقضي بالسماح لهؤلاء الأشخاص على الأقل بالتصريح بأنهم يعملون لحسابهم الخاص من أجل الاستفادة من الضمان الاجتماعي، لكن الأمور بقيت على حالها" ونظرا للطوارئ الصحية، زاد "تهميش المرشدين بشكل يفوق ما حصل في جميع المهن التي يؤطرها القانون".
"العاملون في القطاع، حتى لو كانوا حاصلين على ترخيص ممنوح من قبل الوزارة المشرفة، لا يمكنهم الاستفادة من بطاقة "راميد" ولا الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، إذا لم يكونوا موظفين في وكالة سفر أو بيت ضيافة، وهو ما يجعل نسبة 10 في المائة فقط من 4000 مرشد في وضعية تخولهم الاستفادة من المساعدة التي قدمتها الدولة".
من جهته قال مصطفى فارسي، وهو مرشد سياحي منذ 2007 بمراكش، إن الأشخاص المنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أو نظام المساعدة الطبية "راميد" تلقوا الدعم المخصص من الدولة "لكن هذه الفئة تبقى صغيرة جدا. الغالبية العظمى، وأنا من بينهم لم تتلق أي دعم. تم وضعنا في خانة النسيان".
وفي ظل توقف حركة السياح بسبب إغلاق الحدود يؤكد مصطفى أن العاملين في القطاع "تضرروا كثيرا. حاولت العيش بالمدخرات التي تمكنت من جمعها لكن ذلك لم يدم إلا لمدة شهر فقط، وبدأت بعدها استدين من العائلة من أجل إعالة أسرتي، حتى أنني لم أتمكن من دفع مصاريف دراسة ابنتي، ناهيك عن فواتير الكهرباء والماء والمأكل وغيرها".
مصطفى ليس الوحيد الذي يمر بوضعية صعبة، بدوره يحكي عبد الله بن الشواي، وهو أيضا مرشد سياحي بمراكش، أن الوضع يزدادا سوء يوما بعد يوم وقال في تصريح لموقعنا "تلقينا وعودا من الوزارة المعنية بعد اللقاءات التي جمعتها مع الجامعة الوطنية للمرشدين السياحيين في بداية الأزمة الصحية، بدمجنا في صندوق الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية على غرار مجموعة من المهن الحرة، لكن الأمر لا يعدوا أن يكون مجرد كلام. فئة قليلة جدا من المنخرطين في "راميد" هي من توصلت بالدعم".
وأوضح عبد الله أن "هناك فئات من المرشدين، تملك مشاريعها الخاصة وبالتالي يمكننا القول إنها وجدت البديل خلال الأزمة، وهناك الفئة التي كانت تتوفر على مدخرات، مكنتها من العيش لكن لمدة قصيرة" وبحسبه فإن الفئة التي تبقى الأكثر تضررا، تلك التي كانت توفر قوت يومها من عملها اليومي في الإرشاد السياحي.
"قمنا بإنشاء تنسيقية بين المرشدين من أجل جمع الأموال لزملائنا، دام ذلك لفترة قصيرة في انتظار دعم الدولة، لكن للأسف لم نتمكن من مواصلة دعمنا لهم".
من جهته قال سمير برحيل الذي يعمل في الإرشاد السياحي منذ 1999، "في سياق الأزمة الصحية، لا ينتمي المرشدون السياحيون إلى أي فئة من الأشخاص المعنيين بدعم الدولة" وأشار إلى أنه بسبب تأزم الوضع "قام بعض الزملاء في مراكش ببيع ممتلكاتهم، ونحن قلقون جدا من تفكير البعض في الانتحار".
"إنها وظيفة أطعمتني وأطفالي لأكثر من 20 عامًا، لكنها تحتضر. وإذا استمرت الأزمة حتى نهاية العام، فإن المرشدين السياحيين سيبحثون عن وظائف أخرى في مجالات أخرى، وعند عودة الأمور لمجاريها، لن يجد السياح أي مرشد".
وأضاف المرشد السياحي الذي يقيم في فرنسا لكن يعمل بالمغرب أن بعض الزملاء في بداية الأزمة، "ساهموا في صندوق كوفيد 19. لكنهم وجدوا أنفسهم حاليا مفلسين، لا يملكون حتى ما يأكلون" وأشار إلى أن حوالي 95 في المائة من العاملين في القطاع لم يتوصلوا بأي دعم.