القائمة

أخبار

البؤر الصناعية في المغرب.. ظروف عمل تساهم في انتشار فيروس كورونا المستجد

ظهرت عدة بؤر صناعية في المغرب ساهمت في ارتفاع كبير في عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا بالمغرب، وخاصة في لالة ميمونة وآسفي والعيون. وتشير دراسة ألمانية أجريت حول تفشي العدوى في المصانع، إلى أن التدابير الوقائية المعمول بها حاليا ليست كافية لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد بشكل فعال.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

كشفت دراسة ألمانية حديثة أجراها مجموعة من الخبراء، أن "مسافة مترين لا تكفي لمنع انتقال السارس –كوف-2 في ظل ظروف بيئية معينة". وتتحدث الدراسة المعنونة بـ"التحقيق في حدث الانتشار الواسع لسارس-كوف-2 في أكبر مصنع لتجهيز اللحوم في ألمانيا" عن مصانع التعبئة والتغليف، وهو ما يشبه ما وقع في المغرب بمصانع الفراولة وتصبير الأسماك في لالة ميمونة وفي آسفي والعيون.

واستندت الدراسة على البيانات التي تم جمعها في مصنعين لتجهيز اللحوم، يقعان في ريدا-فيدنبروك. وقال المشرفون على الدراسة "انطلاقا مما هو معروف، فإن انتقال السارس-كوف- 2 بشكل رئيسي يتم عن طريق الامتصاص التنفسي للقطيرات أو الهباء الجوي". ويشير الباحثون الألمان إلى أن "الهباء الجوي يُعتبر مهمًا بشكل خاص في الحالات التي ينقل فيها مصدر واحد الفيروس إلى عدد كبير من الأفراد، ما يسمى بالأحداث الفائقة الانتشار".

وفي الوقت الذي لا تتجاوز فيه القطيرات "عادة أكثر من مترين، فإذ الهباء الجوي يمكن أن يبقى في الهواء لفترات طويلة من الزمن ويمكن أن ينقل جزيئات الفيروس المعدية إلى أكثر من مترين، خاصة في البيئات الداخلية، مع معدلات تجديد منخفضة للهواء النقي".

واستنادا إلى ما تمت ملاحظته في مصانع تجهيز اللحوم، يعتقد الخبراء في العديد من البلدان، أن "هذا لا ينتج فقط عن العمل داخل المصنع (على سبيل المثال، قرب العمال من بعضهم البعض في سلسلة الإنتاج بالإضافة إلى الإجهاد البدني الذي يعزز التنفس بشكل ثقيل) ولكن أيضًا مشاركتهم للمسكن ووسائل النقل، وهو ما يسهل انتقال الفيروس ".

"إن شرط العمل في درجات حرارة منخفضة في بيئة ذات معدلات منخفضة لتغير الهواء النقي هو عامل آخر قد يساهم في انتشار الفيروس بين العمال".

الدراسة الألمانية

وتركز الدراسة على تفشي المرض في مصنع لتجهيز اللحوم في ألمانيا، حيث تشير البيانات إلى أن الظروف البيئية بالمصنع ساهموا في انتقال الفيروس من فرد واحد إلى أكثر من 60 في المائة من زملائه على مسافة ثمانية أمتار، في المكان الذي تتم فيه معاينة اللحوم في درجات حرارة تصل إلى حوالي 10 درجات مئوية.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن "الظروف البيئية للمرافق، بما في ذلك درجات الحرارة المنخفضة، ومعدلات تجديد الهواء المنخفضة وإعادة تدوير الهواء المستمر، وكذلك مسافة القرب بين العمال، بالإضافة إلى الجهد البدني الذي يتطلبه العمل، خلقت بيئة غير ملائمة ومجموعة من العوامل التي تساعد على انتقال الهباء الجوي الفعال للسارس –كو-ف-2" موضحة أنه "من المحتمل جدًا أن تكون هذه العوامل أو عوامل مماثلة مسؤولة أيضًا عن تفشي الأمراض الجارية حول العالم وفي غيرها من مرافق تجهيز اللحوم أو الأسماك".

ودعا المصدر نفسه إلى اتخاذ تدابير إضافية، مثل وضع وسائل تهوية أخرى، وقياس جودة الهواء، وتركيب أجهزة التصفية أو استخدام أقنعة عالية الجودة لتقليل خطر الإصابة في هذه البيئات كما "يجب فحص العاملين في مرافق تجهيز اللحوم أو الأسماك بشكل متكرر ومنهجي لمنع تفشي مرض السارس – كوف 2 في المستقبل".

وتعتبر هذه التوصيات ذات أهمية، خاصة لمصانع تجهيز الأسماك وتغليف الفراولة في المغرب، حيث ظهرت عدة بؤر مرتبطة بها في يونيو ويوليوز، نظرا للظروف المماثلة التي للمصانع الألمانية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال