مهرجان "البهجة" في البحر الأبيض المتوسط، يواجه موجة من الاعتراضات سواء من قبل شباب مراكش الذين يرفضون أن تدنس أرض "يوسف ابن تاشفين" بمشاركة هذا الوفد الذي يظم حسب الموقع الرسمي للمهرجان، الراقصة الإسرائيلية سيمونا جزمان التي تعد منتجة المهرجان، والراقص الإسرائيلي آسي هاسكال مصمم الأزياء العالمي وصاحب مدرسة الرقص الشرقي لإسرائيل ضمن هيئة التدريب في المهرجان.
وحسب الموقع الرسمي للمهرجان، فإن حوالي 16 أستاذة وأستاذ في الرقص - بينهم رجلان - سيقومون بتدريب وتعليم راقصات من المغرب طيلة أربعة أيام أساليب الرقص الشرقي من أجل الدخول في منافسة لأحسن ثلاث راقصات، هذا بالإضافة إلى تنظيم ورشات خاصة بالرقص وحفلات ليلية.
و قد تم إنشاء عدة صفحات على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك يدين تواجد الإسرائيليين على التراب المغربي، و للتعبير عن مدى استياء الجهات الرافضة لتنظيم أية مهرجانات ذات طابع لا يتناسب وظرفية المغرب الحالية التي تقف ضد تبذير الأموال واستعمالها في نطاق غير أخلاقي.
وما زاد الطين بلة، هو أن يترجم الموقع الرسمي للمهرجان إلى ثماني لغات بما فيها اللغة العبرية ولكن باستثناء اللغة العربية.
العديد من السياسيين و رجال الدين يطالبون بإلغاء المهرجان، المقرر عقده بين 10 و 14 ماي 2012، وسط تكهنات حول رد فعل ادارة المهرجان التي لم تصدر حتى الآن أي تعليق رسمي.
كما تلقت حكيمة المغربية و مدرسة الرقص الشرقي وعضو لجنة التحكيم للمهرجان نصيبها من الانتقادات اللاذعة. و التي انتقدت الاتهامات الموجهة لها قائلة : "يمكن للناس الذين يقولون إن الرقص الشرقي ليس فنا، أن يفسروا لماذا يتم تنظيم مهرجانات الرقص الشرقي في أوروبا والولايات المتحدة، ولماذا يقف الناس في طوابير طويلة لالتقاط الصور مع الراقصات التي تعطي جوائز هامة في تلك المهرجانات؟" وأضافت حكيمة، التي تقيم حاليا في اسبانيا، أنها تخطط لفتح مدرسة لتعليم الرقص الشرقي في أوروبا.
"سيمونا كورزمان" وهي عضو في اللجنة المنظمة للمهرجان وفي تصريح خصت به موقع يابلادي قالت " لدي أصول مغربية و أرغب في التواصل مع أرض أجدادي و أشعر أني أقدم خدمة لبلدي عن طريق ترويج السياحة و النقل و الفنادق و المشهد الثقافي" وأضافت أن"الرقص الشرقي لا حدود ولا دين له، أمر مثير للصدمة أن يتم منع فنان يرغب في المشاركة في المهرجان بسبب دينه أو عرقه، و آمل ان تبتعد السياسة من الفن ليوم واحد، أنذاك سوف نتعلم كيف يمكن للفن نقل رسائل السلام" و في سؤال ليابلادي عن الشائعات التي كثرت في الآونة الأخيرة و التي تفيد بإلغاء المهرجان فقد أجابت "هذا المهرجان سيعقد كما كان مقررا،وسيحضره راقصون بغض النظر عن دياناتهم".
أما "سيون أديسون" و هو أحد أبناء الطائفة اليهودية بالمغرب، المعروف بمعارضته للتطبيع مع الدولة العبرية، فقد قال "ليس هناك ما يمكن فصله عن السياسة، دعوة راقصين ينتمون لدولة فاشية تبعث برسالة جبانة وغير إنسانية في نفس الوقت"، وأضاف "فإذا كان البعض يتحدث عن السياحة الفكرية وانفتاح المغرب على الحضارات و الأديان الأخرى فنحن نتكلم عن دولة تمارس الإرهاب الفكري، وتريد أن تمحوا شعبا من الوجود فمن العيب أن نفرش لراقصين من هذا البلد السجادة الحمراء للترحيب بهم".