أحمد حماس.. فنان مغربي دفعه الحجر الصحي لتفجير طاقاته الابداعية

نالت مقاطع فيديو ثلاثية الأبعاد، إعجاب مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ استغل أحمد حماس فترة الحجر الصحي لتفجير طاقته الإبداعية. وفي أحد فيديوهاته يظهر "زومبي" وهو يتجول في أحد مراكز التسوق.

ويظهر فيديو آخر فيديو لقنينات غاز يتم تسليمها عن طريق طائرة بدون طيار، وفيديو آخر يظهر سيارة اجرة من الحجم الكبير وهي تحلق في السماء، لتنقل الساكنة إلى المنطقة 2.

هذه كلها أفكار تم إخراجها إلى أرض الواقع، عن طريق استخدام تقنية ثلاثية الأبعاد، بفضل الخبرة التي اكتسبها هذا الشاب المغربي المزداد سنة 1990.

 وقال حماس في تصريح لموقع يابلادي، "كنت أتقن الاشتغال على الصور، قبل حصولي على الباكالوريا، عن طريق استخدام تطبيق الفوتوشوب"، وهو ما مكنه من العمل في وكالة متخصصة في التواصل بالناظور، وتوظيف مهاراته داخلها.‎

وبعد مرور سنتين، قرر أحمد حماس متابعة دراسته العليا، في تخصص التَّصْمِيم التَّصْوِيرِيّ والرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، والتحق بمؤسسة "كوليج لاصال" بالرباط، حيث أمضى ثلاث سنوات قبل أن يعود إلى مسقط رأسه.‎

و"بما أن مجال خبرته لم يكن معروفا أنذاك في الناظور، بدأت اهتمامات هذا الفنان المغربي تميل نحو السينما والفيديو، خصوصا حينما جمعته الصدفة، بمنتج وكاتب ومخرج يعمل مع هيئة الإذاعة الوطنية، وهو اللقاء الذي غير حياته. ويتذكر أحمد ذلك قائلا "محمد بوزقو وثق بي وعرض علي العمل معه".‎

 وبالرغم من انشغالاته المهنية، إلا أن ذلك لم يمنع حماس من تفجير طاقته الإبداعية. فمنذ منذ بداية الحجر الصحي ترجم التجارب التي عايشها خلال هذه الفترة، إلى مقاطع فيديو ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.‎

وجاءت الفكرة حسب حماس، بعد "بقائنا جميعا بمنازلنا، وبما أن أغلبنا لم يتمكن من الخروج للتسوق وأيضا تغيير قنينة الغاز، مازحني عمي قائلاً: أنت تعمل بواسطة الطائرات بدون طيار، فلماذا لا تستخدم واحدة وتجلب لنا قنينة غاز؟ من هناك راودتني الفكرة للاشتغال على فيديو في هذا الاتجاه، ونال العمل إعجابا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي".

وبعد الإعلان، عن التخفيف من الحجر الصحي، الذي فرضته السلطات منذ بداية الوباء، يقول حماس إن "بعض الأشخاص من المناطق التي شملها التخفيف، يتساءلون عن الطريقة التي سيتمكنون بها من التنقل إلى مدينة إلى أخرى، من هنا جاءت فكرة سيارة الأجرة الكبيرة".

ويرى ابن مدينة الناظور، أن العديد من المتخصصين في هذا المجال في المغرب "لا تعطى لهم الفرص لإثبات مواهبهم وعرض أعمالهم"، وتأسف قائلا "الشركات الكبيرة غالبا ما تستدعي خبراء أجانب" ‎

وتحدث عن "مشكلة الثقة" بين شركات الانتاج والمبدعين الشباب، مع التذكير بأن هذه الأعمال "تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا" بالإضافة إلى كونها "ابداعية وبإمكانها ترجمة أفكارك".

اليوم ، يقوم أحمد حمّاس بإعداد ثلاثة أفلام قصيرة. "من المحتمل أن يكون إنتاجًا مشتركًا، مع جزء كبير بالتقنية ثلاثية الابعاد بالإضافة إلى مؤثرات خاصة. كنت أرغب دائما في دخول السينما، خاصة وأن المغاربة يقدرون الأشياء الجديدة ". واختتم حديثه قائلا "اعتقدت أن المؤثرات الخاصة والتقنية ثلاثية الابعاد لن تثير اهتمام الكثير من الناس، لكني كنت مخطئًا حقًا".