على غرار آلاف المغاربة، وجدت بطلة المغرب والعالم العربي وإفريقيا في رياضة التنس على الكراسي المتحركة، نجوى عوان البالغة من العمر 22 عاما، نفسها عالقة في تركيا، بعدما سافرت إليها من أجل التدريب، استعدادا لتمثيل المملكة في بطولة العالم، إثر إغلاق المغرب لحدوده تجنبا لانتشار فيروس كورونا المستجد.
وفي تصريح لموقع يابلادي تحدثت نجوى عن ظروف سفرها إلى تركيا، وقالت إنها كانت تستعد للمشاركة في الألعاب البارالمبية "لذلك كان من الضروري أن أسافر خارج المغرب للمشاركة في بعض البطولات لتجميع النقاط وأيضا للتدريب". وفي 8 مارس الماضي توجهت إلى تركيا حيث كان من المقرر أن تلتحق بعدها بسويسرا وكولومبيا إلا أن جميع البطولات ألغيت وقررت العودة إلى المغرب.
"قضيت أسبوعا كاملا في تركيا، وبعد إلغاء البطولات حجزت تذكرة العودة إلى المغرب في 16 مارس، لكن قبل يوم من موعد الرحلة تفاجأت بإغلاق المغرب لحدوده بسبب الوباء".
وأوضحت أنها منذ وصولها إلى تركيا وهي تقيم رفقة صديقة لها وهي أيضا بطلة للتنس، في مدينة إزمير وقالت "تواصلت مع القنصلية والسفارة المغربية هنا، وأخبرتهم بوضعيتي، وتلقيت وعدا بأن يتم ترحيلي مع المجموعة الأولى فور انطلاق الرحلات نظرا لوضعيتي الخاصة".
وظلت البطلة المغربية تنتظر لمدة ثلاثة أشهر، أن تتلقى اتصالا من القنصلية المغربية التي وعدتها أن تدرج اسمها في قائمة الأشخاص ذوي الأولوية في الترحيل، غير أن أملها خاب، حيث قالت "يوم الأحد الماضي قرأت في عدة مواقع إخبارية أنه تقرر إجلاء المغاربة العالقين في تركيا يوم الإثنين، في البداية اعتقدت أنه مجرد خبر زائف لأنني لم أتلق أي اتصال، لكن تم ترحيلهم بالفعل".
بعدها تواصلت نجوى مع القنصلية المغربية بإزمير للاستفسار بخصوص قرار إقصائها من العودة ضمن المجموعة الأولى التي تم ترحيلها يوم الثلاثاء، وأوضحت أنه "تم إخبارها أنه تم اختيار الحالات الحرجة فقط". وتساءلت "لكن هل فعلا 300 شخص الذين تم ترحيلهم كلهم حالتهم حرجة فعلا؟ وماذا عني أنا؟".
وأوضحت البطلة المغربية أنها لم ترغب في الحديث منذ البداية في الأمر "لأنني وثقت بهم، كما أنني كنت مدركة تماما للمسؤولية التي تقع على عاتق الدولة. ترحيل 32 ألف شخص عالق، ليس بالأمر السهل".
"لم أتأقلم في البيت الذي أتواجد فيه جيدا نظرا لأن العائلة التي تستقبلني لا أعرفها جيدا، وقعت عدة مرات من على الكرسي، وأيضا في الحمام، يحاولون مساعدتي لكنني أعاني كثيرا"
عائلة نجوى بدورها تعاني جراء بعد ابنتها عنها، فبعد علمه بإقصائها من الرحلات الثلاث التي حطت مساء الثلاثاء بمطار سانية الرمل قادمة من مطار إسطنبول، نشر عزوز عوان والد نجوى تدوينة على صفحته في الفايسبوك تساءل فيها عن معايير الانتقاء التي اعتمدتها القنصلية والسفارة المغربة، وتابع "هذا ظلم فادح في حق بطلة من ذوي الاحتياجات الخاصة".
وقال في تصريح لموقعنا إنه بعث رسالة إلى وزارة الخارجية وأيضا إلى رئيس الحكومة "لكن لم أتلق أي جواب" وأضاف "وصلتنا أخبار بأنه من الممكن إدراج اسمها في قائمة الأشخاص الذين سيتم ترحيلهم يوم الجمعة المقبل لكن لا شيء رسمي لحد الساعة".
يذكر أن نجوى عوان تعرضت سنة 2008، لعضة من كلب من نوع بيتبول، وبعد نقلها إلى المستشفى وقعت ضحية لخطأ طبي أدى إلى بتر ساقها.