أثارت شخصية اعتبرها البعض وجها جديدا على التلفزيون المغربي، انتباه وفضول الجمهور خلال مشاهدتهم لسلسلة حسن الفد الجديدة "الطوندونس". هي مونية لمكيمل ابنة مدينة بن سليمان التي سطع نجمها على خشبة المسرح قبل أن تجد لها طريقا إلى الشاشة الصغيرة.
والمكيمل من مواليد سنة 1988، وهي زوجة الممثل المسرحي عادل نعمان وأم لطفلين، بدأ حبها للمسرح وهي في سن صغيرة، إذ كانت تشارك في العروض المسرحية التي كانت تنظمها المدارس التي درست بها، وظلت وفية لخشبة المسرح إلى أن كبرت وتلقت تكوينا في الميدان، والتحقت بفرقة مسرحية يطلق عليها اسم "البساط" وصنعت بذلك لها اسما في على الخشبة.
"حصلت على دبلوم في شعبة المعلوماتيات وإدارة الأعمال، فقط لإرضائي والداي، لكن مساري المهني كنت أعرف طريقه جيدا"
في سنة 2005، شاركت إلى جانب فرقتها التي تضم أيضا زوجها، في أول عمل مسرحي احترافي في مهرجان مسرح الشباب الذي كانت تنظمه وقتها وزارة الشباب والرياضة، وحصلت على جائزة "أفضل تشخيص إناث". وخلال حديثها مع يابلادي قالت "أعطتني الجائزة الثقة في نفسي وفي موهبتي أكثر لكي أمضي قدما في المجال".
ودأبت الفرقة على المشاركة في المهرجان الذي فازت فيه مونية بالجائزة نفسها ثلاث مرات على التوالي وقالت "بناء على ذلك منحتني الوزارة شرف تمثيل المغرب في منتدى القادة العرب للجيل الناشئ بكوريا الجنوبية، الذي عرف مشاركة 41 دولة، وكل دولة مثلها شباب في مجالات مختلفة، وهناك عرض كل منا تجربته". وتوالت على الفرقة بعدها العروض على الصعيد الوطني وأيضا الدولي. وبالموازاة مع ذلك بدأت مونية في 2014 تشتغل كمدرسة مسرح في مجموعة من المدارس التعليمية ببن سليمان.
وفي سنة 2017، رشحت فرقة "البساط" للمشاركة في مهرجان الهيئة العامة للمسرح بالكويت، إلى جانب فرق من مختلف الدول العربية، ونالت خلاله مونية جائزة "أحسن ممثلة دور أول" وقالت "حظيت مسرحيتنا باهتمام كبير من طرف وسائل الاعلام الكويتية، وتمت استضافتنا في عدة برامج وهو الأمر الذي لم نحظ به في وطننا. وكأننا مغضوب عليهنا من قبل القنوات التلفزية". وقبل عودتها إلى المغرب توصلت الفنانة المغربية بعروض للمشاركة في أعمال فنية خليجية، إلا أن ظروف شخصية أجبرتها على الرفض والعودة إلى أرض الوطن.
وإضافة إلى المسرح شاركت مونية في عدة أعمال تلفزيه مغربية، من بينها "ساعة في الجحيم"، وفيلم "التقشيرة" ومسلسل "نوارة" و "الزعيمة" وفيلم "بنت باب الله" بالإضافة إلى برنامج "الحبيبة مي"، وغيرها من الأعمال.
ورغم موهبتها غالبا كانت تسند إليها أدوار صغيرة أو كضيفة شرف، وأوضحت قائلة "كنت أتقدم لعدة تجارب أداء للمشاركة في عدة أعمال، لكن لسوء الحظ يتم إقصائي منها واختيار أشخاص لا علاقة لهم بالمجال. لذلك بدأت أفضل عدم المشاركة في هذه التجارب، وأشارك في أعمال ولو بأدوار صغيرة، فقط لكي أظهر موهبتي للمخرجين".
عزيمة مونية وإيمانها بنفسها، قادها في النهاية إلى الاشتغال بجانب حسن الفد، وكانت البداية سنة 2019 في إعلان إشهاري لشركة تأمينات. وتتذكر مونية تلك اللحظات قائلة "تلقيت دعوة للمشاركة في كاستينغ ولبيت الدعوة وتم قبولي ووقعت العقد للمشاركة في الإعلان. لأتفاجأ في الأخير أنني سأشتغل بجانب حسن الفد، كانت تلك المرة الأولى التي أقابله فيها. وفي كل مرة خلال التصوير كان يقف ليصفق على أدائي شاكرا لمدير الكاستينغ على اختياري. كانت تجربة رائعة ".
وانتهت مونية من تصوير الإعلان، وانقطع الاتصال بينها وبين حسن الفد، لتتفاجئ وهي في الأردن، حيث كانت تشارك في مسرحية بمهرجان الأردن للمسرح الاحترافي، رفقة العديد من الممثلين المغاربة، باتصال من مدير أعمال حسن الفد وقالت "أخبرني أن حسن الفد يرغب في التحدث معي مباشرة بعد عودتي إلى المغرب. دون أن يخبرني بأية تفاصيل". وفعلا عند عودة مونية إلى أرض الوطن التقت بالفد وعرض عليها مشاركته في عمله الفني الرمضاني الذي أطلق عليه اسم "الطوندوس".
"أصابني الذعر، لأنني شعرت أنه يمكن أن يفشل عمله بسببي، لأن الجمهور اعتاد على مشاهدتي في أعمال مسرحية ودرامية وليس الأعمال الكوميدية. وتفاجأت برد حسن الذي قال لي حينها أنا لا أبحث عن كوميدي ليهرج ويضحك المشاهد".
وتشير مونية إلى أن هدف الفد من هذا العمل هو تسليط الضوء على ما يقع في "الطوندوس" المغربي، من خلال تجسيد ودراسة حالات اجتماعية أصبحت تخلق "البوز" وتستقطب جمهورا واسعا دون سبب".
وبخصوص تباين آراء الجمهور بين من يمدح السلسلة وبين من ينتقدها، قالت مونية "هذا هو المقصود أن نخلق هذا النوع من الجدل والنقاش، فإذا رأى البعض أن العمل "حامض" فهو بالضبط ما أردنا أن نوصله، أي أن تلك الأعمال التي تتربع على عرش الطوندوس المغربي هي فعلا كذلك".
ظهور مونية في هذا العمل الرمضاني، فتح أمامها أبوابا كثيرة، فبمجرد مرور الحلقات الأولى من سلسلة "الطوندوس" تلقت عروضا كثيرة من مجموعة من المخرجين والمنتجين.
وأنهت حديثها قائلة "ثقة حسن الفد في موهبتي، جعلت أصحاب الميدان يثقون بي. وبعضهم اكتشف أنه لم يقدم لي الفرصة التي أستحقها".