ما هي البلدان التي تُوفر فرصا جيدة للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة ؟ لكي تتم الإجابة عن هذا السؤال، أصدر المكتب الإنجليزي "إيرنيست ويونغ" تقريرا، في شهر فبراير المنصرم، تحت عنوان " مؤشرات الجذب في بلدان الطاقة المتجددة "، حيث ركز هذا التقرير على الإمكانيات البيئية لأكثر من أربعين بلد في العالم، وجاءت المملكة في المرتبة الثلاثين ، وفي عددها ليوم أمس الخميس، أشارت جريدة "ليزيكو" إلى إن "هذه هي المرة الأولى التي يحتل فيها المغرب مرتبة عالمية مثل هذه".
ويأتي المغرب كثاني بلد عربي في هذا التصنيف بعد مصر التي احتلت المرتبة السابعة والعشرين فيما جاءت تونس في المرتبة الرابعة والثلاثين، أما الجزائر فهي لم تظهر ضمن البلدان المصنفة، وفيما يخص باقي بلدان القارة السمراء، تأتي جنوب إفريقيا في المرتبة السادسة عشر، وتبقى كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والهند والمملكة المتحدة هي البلدان الخمس الأوائل التي توفر مؤهلات هامة للاستثمار على الصعيد العالمي.
الطاقة الشمسية هي القاطرة التي تجر الاستثمار
ولكون المغرب يعتمد كثيرا على البترول المستورد، فهو يرغب في تطوير طاقاته المحلية كالطاقة الشمسية والطاقة الريحية وذلك لسد حاجياته المتزايدة في مجال الطاقة، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب المغربي إلى الضعف في غضون سنة 2020، وفيما يخص جلب الاستثمارات في مجال الطاقة الشمسية، فإن المغرب يحتل مرتبة متقدمة بين البلدان الرائدة في هذا المجال حيث جاء في المرتبة التاسعة مناصفة مع فرنسا بعد ألمانيا التي احتلت المرتبة السابعة والصين في المرتبة الثالثة فيما جاءت الهند ثانيا والولايات المتحدة في صادرة الترتيب.
وجاء في التقرير، الذي أشار إلى المشروع الكبير "ديزيرتيك" للطاقة الشمسية الذي سيقام في الصحراء والذي تقدر تكلفته بملياري أورو، أنه " نظرا لقربه من أوربا، يتوفر المغرب على حظوظ وفيرة من شأنها أن تجعله ينتقل من مستورد للطاقة إلى مصدر لها، إذ أنه يتوفر على مؤهلات هائلة جدا للاستثمار في الطاقة الشمسية والطاقة الهوائية بإمكانها أن تجعله من أهم المزودين لأوربا بالطاقة"، ومن المتوقع أن يتم تركيب ألواح للطاقة الشمسية في الصحراء المغربية على مساحة 12 كلمتر مربع، ويبقى الهدف من وراء هذا المشروع، الذي من المحتمل أن يبدأ العمل به ابتداء من هذه السنة، هو إنتاج طاقة موجهة للتصدير نحو أوربا.
الطاقة الريحية تعمل في الظل
وبالرغم من هذا كله، فإن الشمس لا يمكنها أن تكون مصدرا لكل الطاقات التي ينوي المغرب تجديدها، ويبدو أن الطاقة الهوائية أقل قدرة على جذب الاستثمار من الطاقة الشمسية، إذ أن المغرب يحتل المرتبة الواحد والثلاثين بعد كل من مصر وتركيا في المرتبة 29 وفرنسا في المرتبة 7 وجنوب إفريقيا في المرتبة 19 وحتى البرتغال في المرتبة 24، وحسب جريدة "ليزيكو" فإن هذا الترتيب المتراجع يُفسر بكون القطاع يقتصر، إلى حدود الآن، على الاستثمار في البراري، أما الاستثمار في البحر فهو لا يزال أقل تطورا في المملكة، يشير التقرير.
وحسب جريدة "ليزيكو" فإن المغرب يتطلع، في أفق 2020، إلى قدرة ريحية بقوة 2000 ميغاواط حيث تم إنجاز نصف المشروع مسبقا في الوقت الذي أعطيت فيه انطلاقة الشطر الثاني عبر مشاريع أخرى مكونة من خمسة حقول جديدة للطاقة الريحية في كل من طنجة وتطوان والعيون وبوجدور وتازة، ومع ذلك تبقى الصين وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والهند من بين البلدان الرائدة فيما يخص الطاقة الريحية.