القائمة

أخبار

هيلاري كلينتون تجدد موقف بلادها من قضية الصحراء

في مقر وزارة الخارجية المغربية بالرباط، اجرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مباحثات لاكثر من ساعتين مع نظيرها المغربي الدكتور سعد الدين العثماني في اطار زيارة استمرت 24 ساعة للمغرب التقت خلالها الطيب الفاسي الفهري مستشار العاهل المغربي واعطت اشارة الانطلاقة لتشييد مقر السفارة الامريكية الجديد الذي يعتبر اكبر مقر لسفارة اجنبية بالمغرب.

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

وقالت وزارة الخارجية المغربية على موقعها الالكتروني ان زيارة كلينتون للمغرب تندرج في إطار سياسة المشاورات السياسية الشاملة والمنتظمة التي ينتهجها المسؤولون من كلا البلدين والهادفة إلى توطيد العلاقات الثنائية الوثيقة والمميزة التي تجمع بين المغرب والولايات المتحدة وتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.

وقال العثماني في ندوة صحافية مشتركة بعد المباحثات أن اللقاء مع نظيرته الأمريكية كان فرصة للتباحث حول وسائل تعزيز آليات التشاور السياسي بين البلدين وتقوية العلاقات الاقتصادية من خلال تفعيل الاتفاقات المبرمة بما فيها اتفاقية التبادل الحر وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، وهناك فرصة لتطوير العلاقات على المستوى الأمني وتبادل الخبرات وقال أنه من الممكن أن يزور واشنطن للتشاور حول مجموعة من الأمور تهم المنطقة والعالم.

واكد العثماني أن البلدين اتفقا على تعزيز التعاون في المجال الأمني من اجل التصدي للتحديات الأمنية التي تعرفها المنطقة وقال هناك مفهوم جديد وتهديدات حقيقية نواجهها.

من جهتها قالت هيلاري كلينتون 'لقد بحثنا المسالة الامنية كثيرا وخصوصا في الساحل. نريد توسيع هذا التعاون ليشمل دولا اخرى في المنطقة'.

وأكدت دعم بلادها للإصلاحات الديمقراطية التي قام بها الملك محمد السادس ومجهودات الحكومة الجديدة من اجل تنزيل مضامين الإصلاحات التي جاء بها الدستور الجديد، والتي جعلت من المغرب مثالا يحتدا به في المنطقة.

وقالت كلينتون ان المغرب مثال حي يقتدى به في مجال الإصلاحات مهنئة المغاربة على الدستور الجديد، 'الذي نص على استقلالية القضاء وأعطى فرصة كبير لتمثيلية المرأة في البرلمان معتبرة المغرب أول دولة عربية تصل عدد نسائها في البرلمان إلى هذا الرقم والذي يقارب ما هو موجود عندنا حاليا'.

وعبرت عن سعادتها بالتقدم الذي يشهده المغرب وقالت 'تحمسنا لرؤية الملايين منهم يشاركون في الانتخابات الأخيرة'، مؤكدة أن الإصلاحات تتطلب مجهودا كبيرا لكي يحصل تغييرات ملموسة في حياة المواطنين.

وجددت رئيسة الدبلوماسية الامريكية موقف بلادها من قضية الصحراء الغربية واشارات الى ان الموقف الامريكي بشان هذا النزاع لم يتغير، مجددة دعم بلادها لحل سياسي متفاوض ومتفق عليه لحل هذا النزاع الاقليمي ودعمها المفاوضات الجارية في هذا الصدد، تحت إشراف الأمم المتحدة.

ووصفت كلينتون مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب كحل دائم ونهائي للنزاع بالجدي والواقعي وذي مصداقية.

وترفض جبهة البوليزاريو التي تسعى لفصل الصحراء الغربية عن المغرب واقامة دولة مستقلة عليها المشروع المغربي وتطالب باستفتاء سكان المنطقة لتقرير مصيرهم في دولة مستقلة او الاندماج بالمغرب.

وتلقى جبهة البوليزاريو دعما من الجزائر وهو الدعم الذي حال دون علاقات تعاون بين المغرب والجزائر وتوتر طبعها خلال السنوات الماضية تمثل بالحدود البرية المغلقة منذ 1994 بالاضافة الى عرقلة النزاع لتنشيط اتحاد المغرب العربي.

واتفقت الرباط والجزائر، بناء على تشجيع تونسي، على وضع نزاع الصحراء الغربية خارج اطار العلاقات الثنائية ومسار اتحاد المغرب العربي.

وبعث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة امس الاثنين برقية لمحمد عبد العزيز الامين العام لجبهة البوليزاريو بمناسبة الذكرى الـ36 لاعلان الجبهة لقيام جمهورية الصحراء الا ان برقية الرئيس الجزائري خلت من ذكر هذه الجمهورية واكتفت بدعم حق تقرير المصير للصحراويين ودعم المفاوضات مع المغرب.

واشادت هيلاري كلينتون بجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس المكلف بمتابعة المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو والمقرر اجراء جولتها السابعة الاسبوع الثاني من اذار/مارس القادم في نيويورك بحضور الجزائر وموريتانيا وأشارت كلينتون إلى ضرورة الحوار بين المغرب والجزائر وعبرت عن أملها في فتح الحدود بين المغرب والجزائر وذلك من أجل تشجيع التعاون التجاري والأمني بينهما.

وقالت إن 'البلدين يواجهان نفس التهديدات التي تصل من الجنوب' وأن تعاون البلدين في التصدي للإرهاب سيمكن من بناء المغرب العربي، واضافت أن مساعي بلادها في هذا الباب مستمرة وأنه 'لدينا برامج مشتركة وكل أشكال التعاون متاحة '.

واكدت وزيرة الخارجية الامريكية ان بلادها تتعامل بجدية عالية جدا مع التهديدات الإرهابية بمنطقة الساحل وقالت أن 'الإرهابيين والمتطرفين مفسدون إنهم يعبثون باقتصاديات الدول ويزهقون أرواح الأبرياء ويسعون إلى خلخلة استقرار الدول'.

وبخصوص المعتقلين المغاربة بغوانتنامو، اعتبرت كلينتون أن أمريكا لازالت في مشاورات متواصلة مع المسؤولين بالمغرب.

بالنسبة للوضع في سورية، أشارت كلينتون إلى أن المغرب والولايات المتحدة الأمريكية يتعاونان في مجلس الأمن، مشيدة بالمجهودات المبذولة من طرف المغرب في الأمم المتحدة وفي اطار الجامعة العربية بغية إيجاد حل لهذه الأزمة.

وحثت رجال الأعمال الداعمين للنظام السوري وعناصر الجيش السوري، على الانشقاق عن الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت أن حملة العنف ضد المدنيين هي 'وصمة عار على جبينهم' وأن دعم نظامه هو ضد مصالح الشعب السوري.

وكشفت كلينتون عن 'خطة عمل يتم الإعداد لها بخصوص سوريا تتعلق بتقديم العون الإنساني للسوريين وزيادة الضغط على النظام السوري مع دعم لأي خطوة نحو التحول الديمقراطي'.

ووصفت استخدام النظام السوري للأسلحة الثقيلة ضد المدنيين بأنه 'رهيب'، ما يستدعي 'التنديد وتصعيد الضغط الدولي على نظام الأسد'.