القائمة

أخبار

شاب مغربي يسرب معلومات سرية خاصة بإدارة فايسبوك

ظلت مراقبة ومعالجة المحتويات المنشورة على صفحات الفايسبوك، البالغ عددها 845 مليون صفحة، سرا مهنيا إلى حدود هذا الأسبوع، لكنها لم تعد كذلك بعدما قام شاب مغربي كان يعمل مشرفا على معالجة المحتويات لصالح هذا الموقع الاجتماعي، بتسريب وثائق داخلية تحدد أنواع الصور أو الرسائل التي يُسمح بنشرها على صفحات الفايسبوك وحتى تلك التي تمنعها إدارة فايسبوك. 

نشر
يبلغ عدد مستعملي الفايسبوك اليوم أزيد من 845 مليون متصفح
مدة القراءة: 4'

إن الأمر يتعلق بشاب مغربي لا يتجاوز 21 ربيعا اسمه أمين الدرقاوي، وحسب موقع Gawker فإن الشاب قام، خلال الأسابيع الأخيرة، بنشر الوثائق التي تفضح بالتفصيل أسرار الفايسبوك المتعلقة بمراقبة ومعالجة المحتويات التي يتم نشرها على صفحات المشتركين.

فقبل عدة أشهر، حصل أمين على عقد عمل لشغل منصب مشرف على معالجة المعلومات في شركة اسمها "أوديسك" تقع في كاليفورنيا وهي الشركة التي تتعاقد معها كل من إدارة الموقع الاجتماعي فايسبوك وشركة غوغل العملاقة إذ يفوتان لها جزءا من أعمال المعالجة. وإلى جانب الشاب المغربي أمين نجد أن هناك العديد من الشباب الآخرين الذين قدموا من المكسيك والفلبين وتركيا وحتى الهند ليزاولون نفس العمل الذي يقوم به أمين، لكنهم يجهلون أنهم يعملون  لصالح موقع فايسبوك.

دولار واحد في الساعة...

وكان أمين يعمل لبضع ساعات فقط، انطلاقا من منزله في كاليفورنيا، إذ كان يهتم بتنقيح ومعالجة جميع المحتويات التي يضعها مستعملو الفايسبوك على صفحاتهم والتي قد تتضمن أشياء مخلة بالآداب أو تمييزية، وللقيام بهذا العمل يتوجب على المشرفين على المعالجة الجدد احترام القواعد الصارمة و المفصلة في وثيقة يتوصلون بها مباشرة بعد توظيفهم، والتي تشرح لهم نوع المحتويات التي يمكن السماح بنشرها أو منعها.

وقد كان أمين وباقي العاملين معه يتلقون ثمنا زهيدا مقابل العمل الذي كانوا يقومون به، و كانوا يعملون مقابل دولار واحد في الساعة إضافة إلى العلاوات التي يحصلون عليها، حسب كمية المحتويات التي تتم معالجتها، إذ يمكن لهذه العلاوات أن ترفع الراتب إلى أربع دولارات في الساعة، ولإحساسه بالاشمئزاز من هذا الأجر الزهيد قرر أمين أن يغادر الشركة.

ولكي يتمرد عن ما اعتبره استغلالا، قرر تسريب الوثائق التي تحوي القواعد التي يتبعها فايسبوك في معالجة المحتويات، وقام بنشرها على موقع  Gawker، حيث قال لأحد الصحفيين العاملين في هذا الموقع، بأن "هذا أمر مهين لأنهم (إدارة الفايسبوك) يقومون باستغلال العالم الثالث".

وقد جاء هذا التصريح بعد أسابيع قليلة على طرح أسهم الفايسبوك في البورصة والتي تبلغ قيمتها بخمس مليارات دولار وهي أكبر عملية دخول إلى البورصة بالمناسبة لشركة إلكترونية.

وبعد مغادرة الشاب المغربي لتلك الشركة تبعه العديد من الشباب الآخرين الذين حدوا حدوه وغادروا الشركة، لكن مغادرتهم لم تكن بسبب المُرتب الزهيد بل لأنهم أصبحوا يحسون بالاشمئزاز من كثرة المحتويات المقززة التي تمر أمام أنظارهم باستمرار مثل بعض المشاهد التي تظهر بعض مظاهر الاستغلال الجنسي للأطفال وممارسة الجنس على الجثث وعمليات قطع الرؤوس وحتى عمليات الانتحار، وقام موقع Gawker كذلك باستجواب أحد زملاء الشاب المغربي الذي قدم استقالته أيضا بعد ثلاثة أسابيع فقط لأن "هذا العمل أثر على صحته العقلية".

الجنس والمخدرات

وكانت الوثيقة التي أرسلها أمين عبارة عن كُتيِّب من 17 صفحة مقسمة إلى عدة فصول تتطرق إلى مواضيع مختلفة مثل "الجنس والصور الفاضحة" و" محتويات الكراهية" و" السخرية والتحرش"... فهو كتيب مليء بالتناقضات والتفاصيل الدنيئة والمثيرة للقلق، وعلى سبيل المثال بإمكان إدارة فايسبوك أن تطلب من المشرفين على معالجة المحتويات إزالة المشاهد التي تظهر الأجزاء الخفية من أجسام الأفراد أو محتويات تظهر أشخاصا في المرحاض أو في الحمام أو أشخاصا في حالة سكر أو حتى الصور التي تظهر ثدي بعض النساء وهن يرضعن أطفالهن.

وفي المقابل تسمح إدارة الفايسبوك بنشر بعض المحتويات العنيفة كالصور التي  تُظهر رؤوسا مقطوعة شريطة عدم إظهار ما بداخل الجمجمة وكذلك الصور التي تظهر الجروح البليغة أو المشاهد الدموية، كما يسمح فايسبوك أيضا بنشر المحتويات التي تظهر المخدرات الخفيفة كالقنب الهندي لكن شريطة أن لا يكون صاحب الصور أو المشاهد تاجر مخدرات أو أنه يشجع على ترويجها.

ويمكن لإدارة فايسبوك أيضا أن تحظر نشر الخطابات التي تحمل في طياتها عبارات تدعوا إلى زرع الكراهية مثل المحتويات التي تنكر المحارق النازية وكذلك المحتويات التي تسيء إلى رموز الدول، إذ يؤكد أمين الدرقاوي على أن الأتراك لا يمكنهم نشر صور تُظهر العلم التركي وهو يحترق أو نشر محتويات تسيء إلى أتاتورك، مؤسس تركيا المعاصرة.

و نشير إلى أن أمين يعمل اليوم مديرا إقليميا لمعالجة المحتويات الصوتية لموقع  Zenoradio الذي يقوم بتطوير برامج موجهة للمهاجرين، على الخصوص، وذلك لتمكينهم من الاستماع، من خلال هواتفهم النقالة، للموسيقى المتداولة في بلدانهم الأصلية.