في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة جاهدة لإبقاء انتشار فيروس كورونا تحت السيطرة، اختار بعض الأشخاص "المتهورين" الخروج في مسيرات في بعض المدن، خارقين بذلك حالة الطوارئ التي أعلنت عنها وزارة الداخلية الجمعة الماضي. ويرى أساتذة في علم الاجتماع أن قلة الوعي وانعدام المسؤولية هي السبب وراء هذه الممارسات، ولا علاقة لها بالدين.
فقد ربط علي الشعباني، أستاذ علم الاجتماع في تصريحه لموقع يابلادي، ما وقع بمجموعة من العوامل، إذ يرى أن المغاربة "لم يتعودوا على مثل هذا الوضع، ناهيك عن قلة الوعي لدى بعض المواطنين، وعدم تقدير العواقب" وليس هذه فحسب بل أن بعضهم يحاول في نظر الشعباني الدخول في تحد مع الدولة "من خلال عدم الانصياع لتعليماتها، باعتبارها أنها لا تقدم لهم شيئا، غير القرارات التي تدخل في إطار الصرامة والضغط".
وأضاف أن شرائح عديدة من أولئك الذين خرجوا لا يؤمنون أصلا بوجود الوباء، ويعتبرونه مفتعلا، وأوضح أن "هناك من انتهز هذه الفرصة للتعبير عن قناعاته الخاطئة، وهناك من كان يعتقد أنه يمكنه مواجهة هذا الوباء بالدعاء".
وعبر عن استيائه قائلا "واجبنا جميعا التعامل مع هذا الوباء بطريقة عقلانية، لكن البعض فضل التعامل معه باستهتار، واستهزاء" مشيرا أيضا إلى بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تعاملوا مع الفيروس، بسخرية ولامبالاة. وقال "هذه الخرجات ماهي إلا نتيجة لهذه التصرفات، غير محسوبة العواقب. انتهزها البعض لخلق البلبلة في البلاد وعرقلة مجهودات الدولة".
وبخصوص من يعتقد أن الدعاء وحده، كاف لرفع البلاء قال الشعباني "هي قناعات تحترم، ولكن هذا لا يكفي. يحثنا الله على العمل أيضا، ويدعونا الإسلام إلى اتخاذ للاحتياطات" وبالتالي في نظره هؤلاء الأشخاص الذين خرجوا في المسيرات" غير متدينين حقا، هم أشخاص فوضويين يريدون استغلال هذه الظرفية".
وسار أستاذ علم الاجتماع، محسن بنزاكور، في نفس الاتجاه وتساءل قائلا "لا أعلم ما إذا كان هؤلاء الذين انتهكوا حالة الطوارئ الصحي، فعلوا ذلك للتيقن فعلا من وجود الله؟ لأنه من الغباء التفكير بهذه الطريقة. أم يظنون أنهم بفعلتهم هذه هم أكثر تدينا؟ استخدام الخطاب الديني لخرق حالة الطوارئ التي تم اعتمادها للحد من انتشار الفيروس، يؤكد أن هؤلاء الاشخاص لا يفهمون في الدين شيئا".
وتابع بنزاكور قائلا "هؤلاء الناس هم أشخاص متهورون، فهم يخشون عدم قدرتهم على التعامل مع هذا الوباء، مع ذلك لا يريدون الاعتراف بخوفهم، ما يؤدي بهم إلى القيام بردود أفعال غير منطقية".
كما أن بعض الخطابات التي أصباحنا نشاهدها على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب بنزاكور، " تحول طابعا استفزازيا، تحاول فيها بعض الجهات التي تدعي أنها متدينة، استغلال الوضع الحالي للترويج لنفسها وتحريض الناس الذين ينساقون بسهولة".
وفي هذا السياق، عبر عن تأييده لتطبيق "القانون الذي أصدرته السلطات مؤخرا لوقف مثل هذا السلوك ووضع حد لمثل هذه الممارسات".
يذكر أن السلطات الأمنية باشرت تحقيقاتها فيما يخص خرق حالة الطوارئ الصحية، وقامت باعتقال عدد من الأشخاص في مدن فاس وطنجة وتطوان.