بعد أيام من إعلان المغرب عن سلسلة من الإجراءات الوقائية لتجنب انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، شهدت العديد من القطاعات والمرافق في المملكة تغيرات في جداول أعمالها وأولوياتها.
وإلى جانب العديد من القطاعات التي تأثرت سلبا بهذه الإجراءات الضرورية التي من شأنها حماية المواطنين، شهدت مراكز تحاقن الدم في المغرب أيضا تباطأ في حركيتها، بعدما أجبر هذا الوباء العديد من المغاربة على لزوم منازلهم.
وقال مدير المركز الوطني لتحاقن الدم، محمد بنعجيبة في تصريح لموقع يابلادي "لاحظنا انخفاضا في عدد المتبرعين بالدم في المغرب منذ يوم الثلاثاء" بسبب الاجراءات التي أعقبت الإعلان عن حالات إصابة بفيروس كورونا في البلاد.
وأوضح مدير المركز أنه "تم تسجيل 600 متبرع فقط يوم أمس على المستوى الوطني، بينما يبلغ متوسط العدد عادة 800". ورغم ذلك عبر المسؤول عن اطمئنانه قائلا "بالرغم من هذا الانخفاض الذي كان متوقعاً، فإن مخزون الدم الحالي يمكن أن يغطي سبعة أيام".
ولتأمين مخزون كاف من الدم، اتخذت مراكز نقل الدم في المغرب سلسلة من الإجراءات. وقال بنعجيبه إنه تم "إنشاء وحدة أزمات لمراقبة الوضع وسط تفشي الفيروس".
وتابع حديثه قائلا "طالبنا العيادات والمستشفيات بتنظيم استهلاك الدم" مشيرا إلى أنه تم التواصل مع "جمعيات المتبرعين بالدم ومديرية الأمن الوطني وشركاء آخرين لإطلاق حملات التبرع بالدم خلال هذه الأيام العصيبة".
وقال بنعجيبة إن "وزارة الصحة دعت المنشآت الصحية إلى تشجيع أسر المرضى على التبرع بالدم ودعوة الآخرين من حولهم للقيام بنفس الشيء".
على الصعيد العالمي، لم توقف أي دولة التبرع بالدم في ظل هذه الظروف. وشدد المسؤول على ضرورة إدراك المواطنين حقيقة وجود مرضى يحتاجون إلى مساعدتهم وقال" التبرعات يجب أن تستمر ".
ولتأمين عملية التبرع بالدم في ظل هذه الظروف، نفذت مراكز نقل الدم في المغرب سلسلة من الإجراءات الصحية التي تتوافق مع تلك التي أعلنت عنها السلطات منذ تفشي المرض. وقال بنعجيبة "قمنا بتخفيض عدد مراكز التبرع خارج المراكز قدر الإمكان، ودعونا المتبرعين إلى التوجه إلى مراكزنا، كما تم تمديد ساعات عملنا من الساعة 9 صباحا حتى 5 مساء. مع امكانية العمل حتى الساعة 9 مساء "وأشار إلى أنه "تم اتخاذ كل الاحتياطات لضمان سلامة موظفينا وسلامة المتبرعين بالدم "
وأوضح بنعجيبة أنه بمجرد دخول المركز "يُطلب من المتبرعين غسل أيديهم ويتم تزويدهم بمطهرات اليد. من أجل التبرع بالدم يخضع المتبرعون لفحوصات تتعلق بدرجة الحرارة كما نسألهم أسئلة تتعلق برحلاتهم واتصالاتهم الأخيرة ".
وأنهى المسؤول حديثه قائلا "نحن نحاول التكيف مع الوضع حتى يواصل المتبرعون زيارة المراكز والتبرع بدمهم، حتى نتمكن أيضا من المساهمة في رفع مستوى الوعي بين المواطنين" داعيا المغاربة إلى التفكير في المرضى الذين هم في حاجة لتبرعاتهم.