وجاء في تفاصيل هذه القضية المثيرة أن المعنية بالأمر وتسمى حبيبة بيروك كانت بصدد ركن سيارتها في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا بالمرأب العمومي التابع لمطار محمد الخامس قبل أن تفاجأ بأشخاص هاجموها عندما كانت تهم بجمع بعض الوثائق من داخل سيارتها، فيما ذكر مصدرنا أن المعنية بالأمر لم تتمكن من التعرف على هويات المهاجمين، الذين وجهوا إليها ضربات إلى الرأس والبطن لتسقط على الأرض مغمى عليها قبل أن تنقل إلى مستعجلات مصحة خاصة بالدار البيضاء، فيما لاذ المهاجمون بالفرار دون أن تتمكن مصالح الدرك من إيقافهم.
وروى مصدرنا كيف أن الضحية ظلت ممددة على الأرض قبل أن تستعيد وعيها وتتصل بآخر رقم اتصل بها طالبة المساعدة التي تلقتها من أمن مطار محمد الخامس، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الاعتداء لم يكن بغرض السرقة بل كان يستهدفها شخصيا، ذلك أن المعتدين لم يستولوا على هاتفيها المحمولين أو حقيبتها اليدوية، بل كان القصد منه توجيه رسالة تنبيه مفادها أن الجهة التي استهدفتها قادرة على القيام بذلك في أي وقت وأي مكان. وعلمت "المساء" بأن الضابطة القضائية للدرك الملكي فتحت تحقيقا في الحادث للوصول إلى هويات منفذيه، واستمعت من أجل ذلك إلى الضحية بعد خروجها من غرفة العناية المركزة التي نقلت إليها بعد الحادث، كما أن مسؤولا في الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي كانت تتعاون معها الضحية في إطار عملها بالمكتب، اتصل بها مساء أول أمس من أجل الاطمئنان على حالتها الصحية.
وذكر مصدرنا أن الضحية تشتغل في مجال التفتيش بالمكتب الوطني للمطارات منذ سنتين، ولم تحس بالخطر إلا في الأسابيع الماضية، مما جعلها تتقدم بشكاية ضد مجهول لدى وكيل الملك بالدار البيضاء حول التهديدات التي تتلقاها؛ وهي الشكاية التي أحيلت على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية للتحقيق فيها من أجل الوصول إلى مصدر التهديدات.
وبحسب مصدرنا مهمة حبيبة بيروك هي مد الفرقة الوطنية بجميع الوثائق المطلوبة في إطار عملها بعد إخبار الإدارة العامة ومدير الافتحاص وطلب الوثائق من المصالح المعنية وتصوير نسخ منها قبل إيصالها إلى محققي الفرقة، كما أن محققي الفرقة استعملوا مكتبها خلال استماعهم إلى مختلف المسؤولين بالمكتب حول الاختلالات التي عرفها هذا الأخير. وذكر مصدرنا كيف أن المعنية بالأمر تعيش حاليا رعبا حقيقيا، بل إن بعض المصادر تشير إلى أن الضحية تطالب بتوفير الحماية لها بعد الاعتداء الذي تعرضت له في مرأب مطار محمد الخامس، فيما تساءلت مصادر آخرى عن السبب الذي جعل إدارة مكتب المطارات تتخذ قرارا بمنع الضحية من ركن سيارتها في المرأب المحروس كما اعتادت أن تفعل.