بعد مرور أيام على كشف الكاتب المغربي رشيد أيلال، عن سحب كتابه "صحيح البخاري.. نهاية الأسطورة" من أروقة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، تواصل وزارة الثقافة صمتها، ولم تصدر أي بيان تشرح فيه أسباب منع الكتاب من أكبر معرض للكتب في المغرب.
وفي تصريح لموقع يابلادي، تحدثت لطيفة مفتقر مديرة الكتاب والخزانات والمحفوظات بالوزارة، والتي تتولى إدارة المعرض الدولي للنشر والكتاب، عن الموضوع بشكل عام ودون الخوض في التفاصيل، وأشارت إلى المادتين 4 و5 من القانون الداخلي الخاص بالمعرض.
وقالت "ما يمكنني تأكيده هو أنه لا يمكن عرض أي عمل غير وارد في القائمة التي يتم إرسالها مسبقا من قبل دار النشر إلى إدارة المعرض. إن لم يتم الإشارة إلى الكتاب في المعرض لا يمكن عرضه بأي حال من الأحوال".
وتشير المادتين إلى مهام اللجنة المسؤولة عن دراسة ملفات العارضين، وقوائم الكتب المقدمة والبث فيها طبقا للمساطر التنظيمية، وهي اللجنة التي تعمل على حظر الكتب التي يتم عرضها دون أن يكون العارضون قد أرسلوها لها بشكل مسبق.
كما يشير البند الخامس إلى أنه "لا يجب أن تخل الكتب والمنشورات المعروضة بالآداب العامة، وألا تتعارض مع سيادة المملكة المغربية ونسيجها الديني والعقائدي والمذهبي...".
وتحمل المسؤولة في وزارة الثقافة ضمنيا مسؤولية سحب الكتاب من المعرض، إلى "دار الوطن" للنشر التي طبعت الكتاب، بحجة أنها تبلغ اللجنة المعنية بعرض هذا الكتاب.
غير أن مدير "دار الوطن" للنشر كانت له رواية أخرى، وأكد في تصريح لموقع يابلادي أن المؤسسة التي يديرها وقعت اتفاقية مع "دار التوحيد" للنشر من أجل عرض أعمالها في المعرض ومناسبات أخرى وقال "إن دار النشر التي لا تشارك في معرض أو حدث يمكن أن تمنح توكيلا رسميا لدار نشر أخرى لتمثيلها وعرض أعمالها".
قبل شهرين من فتح المعرض الدولي للنشر والكتاب أبوابه، تلقت دار التوحيد من دار الوطن قائمة بالأعمال التي سيتم عرضها، بما في ذلك عشر نسخ من الكتاب المذكور. الخطوات التي اتخذناها قانونية. دار التوحيد لن تعرض الكتب دون إخطار السلطات ".
من جهته، أكد رشيد أيلال، صاحب كتاب "صحيح البخاري.. نهاية أسطورة" أن دار التوحيد أبلغته أنه تم إدراج عمله في القائمة التي تم تقديمها إلى إدارة المعرض الدولي للنشر والكتاب، وإلى وزارة الثقافة، مشيرا إلى أن القائمة "مصحوبة بتوكيل رسمي موقع من دار الوطن".
وبخصوص الناشرين الآخرين الذين عرضوا أيضًا كتابه، أوضح رشيد أيلال أنه "ما دام أن اسم أحد الكتب وارد في قائمة تم تقديمها من دار نشر، فهو بذلك مصرح له بأن يتم عرضه. ويمكن لعارضين آخرين شراءه وإعادة بيعه في نفس المعرض".
وأنهى الكاتب حديثه قائلا، "هناك كتب تدعو إلى الجهاد والتطرف ولم يتم حظرها أو الحجز عليها من قبل إدارة المعرض الدولي للنشر والكتاب" واتهمها "بانتهاك القانون وفرض الرقابة على كتابه".