المعرض الدولي للنشر والكتاب 2020: هل تمت مصادرة كتاب "صحيح البخاري..نهاية أسطورة"؟

بعد مصادرة إدارة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء يوم الخميس الماضي كتاب "صحيح البخاري.. نهاية أسطورة"، يعتزم صاحبه الباحث المغربي رشيد أيلال، رفع دعوى قضائية ضد من قاموا بهذا "التصرف الأحادي غير المبرر".

وشارك الكاتب المقيم بمدينة مراكش في النسخة 26 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي أغلقت أبوابه يوم أمس الاحد، من خلال كتابه الذي يشكك في التراث الديني وخاصة "صحيح البخاري".

وفي تصريح لموقع يابلادي، عبر أيلال عن دهشته بعد اكتشافه اختفاء كتابه من المعرض وقال "حاولنا التواصل مع إدارة المعرض، لكن لم يرغب أحد في استقبالنا. ذهبت إلى هناك بنفسي وطرقت أبواب مكتب الإدارة، ورأيت أن هناك أشخاصا بالداخل، لكن تم تجاهلي ولم يتم تقديم أي تفسير لي".

وبحسب المتحدث نفسه "لم يتم إصدار أي وثيقة رسمية مكتوبة يتم بموجبها حظر الكتاب، ولكن سمعنا أنه أعطيت تعليمات لسحبه من المعرض" وأضاف "في المساء الذي أعقب مشاركتي، قامت إدارة المعرض بالبحث عن النسخ المتبقية من الكتاب".

وأكد رشيد أيلال في حديثه، أن العارضين والناشرين الذين أعلنوا عن توفرهم على نسخ من الكتاب تمت مصادرتها منهم، حيث "طلب منهم بعض الموظفين إعادة النسخ التي لازالت في حوزتهم". وأشار الكاتب إلى أن نفس الامر حصل مع كتاب آخر يحمل عنوان "مذكرات كافر مغربي"، على الرغم من أن هاذين الكتابين، كانا من بين أكثر الكتب مبيعًا خلال الأيام الأولى، على حد قوله.

وفي تصريح لموقع يابلادي، نفى بعض الناشرين والعارضين الذين حصلوا على كتاب رشيد أيلال، سحب الكتاب من أروقتهم. وأكدت دار النشر التي طبعت الكتاب (دار الوطن) أنها قامت بتوفير نسخ منه، خصيصا للمعرض، فيما أكد آخرون "سحب الكتاب من أروقة العرض".

ولم يحمل الكاتب أيلال المسؤولية للناشرين لأنهم كانوا بحسبه تحت "ضغوطات وتهديدات بإقصائهم من المشاركة في المعرض القادم"، واستنكر لجوء المنظمين "إلى أعمال شبيهة بالسرقة وممارسة الرقابة غير الرسمية" علما أن الكتاب لا يخضع لأي حظر رسمي، مما يمنحه الحق في طباعته وتوزيعه بحسبه.

وبحسب أيلال، فإن الطريقة التي تم التعامل بها مع الكتاب تعكس "صراعات التيارات المختلفة" داخل القطاع المعني بالنشر والكتاب. ويرى أنه "بالنسبة للبعض، فإن محتوى الكتاب مثير للقلق لأنه يفكك ما يعتبرونه حقائق مطلقة، لكن لا يوجد ما يبرر لإدارة المعرض الدولي للكتاب، سحبه دون أي تفسير"، وهو ما جعله يفكر مع محاميه في إمكانية اللجوء إلى القضاء.

وسبق أن أثار الكتاب نفسه، جدلا واسعا في مارس 2018، بعدما تم إلغاء عرض تقديمي له في مراكش، إثر تلقى المنظمين تهديدات من قبل مجهولين.