وانطلقت هذه الأبحاث بعدما انتشرت صورة مركبة لضابط في القوات المساعدة، نشرت في الموقع الاجتماعي «فيسبوك»، تظهر رأسه فوق جسد المطربة الكولومبية "شاكيرا". كما أرفقت هذه الصورة بتعليقات تمس بسمعة المسؤول المخزني.
وتحدث المخزني الموقوف، في الصفحة ذاتها، عما اعتبرها "بعض الخروقات القانونية" التي تمارس من طرف بعض الضباط، كما أعلن استياء أفراد القوات المساعدة من "الإجراءات التعسفية والشطط في استعمال السلطة من طرف بعض الضباط الذين يقودون الفرق المتنقلة". ولم يستثن حتى مسؤولين كبارا بالمفتشية.
وبمجرد توصل القيادة بهذه الصورة، واطلاع كبار المسؤولين عليها وعلى مضمون التعليقات المرفقة بها، حدث استنفار أمني غير مسبوق، وصدرت تعليمات إلى أكثر من جهاز لإجراء أبحاث وتحريات في الموضوع، لتحديد هوية الشخص الذي وضع هذه الصورة المسيئة إلى الضابط والجهاز، وترتيب الجزاءات القانونية اللازمة في حقه.
وانكب خبراء المعلوميات بالمفتشية الشمالية للقوات المساعدة، وبالقيادة العليا للدرك الملكي، على تحليل وتتبع الأرقام التسلسلية لشبكة الإنترنت، ليتمكنوا، بعد أيام، من تحديد مصدر هذا الفعل المشين، ويتبين أن الأمر يتعلق بـ"مخزني ساخط على الوضع".
وانتقلت فرقة مختلطة من الدرك الملكي، بينها ضابط في القوات المساعدة، إلى مقر عمل المخزني المشتبه فيه، وألقوا القبض عليه، بعد أن أخبروه بالتهمة المنسوبة إليه. وخضع المتهم لأبحاث مكثفة من طرف الدرك الملكي، لمعرفة الخلفيات الحقيقية لتركيب هذه الصورة ونشرها في الموقع الاجتماعي "فيسبوك".
وبعد محاولات يائسة للإنكار، أقر المتهم في الأخير بالمنسوب إليه، واعتبر أن نشره لتلك الصورة لم يكن بقصد الإساءة إلى رئيسه أو إلى الجهاز بصفة عامة، وإنما فعل ذلك على سبيل التسلية والمزاح فقط.
وبعد إطلاع وكيل الملك على اعترافاته، أصدر أمرا بوضع المتهم رهن تدابير الحراسة النظرية، وتقديمه أمامه في حالة اعتقال، بعد استكمال إجراءات البحث، وتحرير محاضر رسمية في الموضوع.