القائمة

أخبار

قضية الخط الرابط بين سيت و طنجة: بعض البحارة يؤكدون أن الشركة في طريقها نحو البيع في المزاد العلني

يعاني البحارة المغاربة في مدينة سيت من البرد والاكتئاب وعدة مشاكل صحية بالإضافة إلى المشاكل التي تعاني منها عائلاتهم، حيث يعيشون في ظل ظلم اجتماعي لا يطاق. فأغلبيتهم قد تركوا خلفهم نساء وأطفالا يشتد اسوداد نهارهم مع مرور الأيام، وفي غياب إعلان رسمي عن مصير شركة كوماريت، تتضارب الأقاويل حول إمكانية عرض الشركة للبيع في مزاد علني مع الإشارة إلى بعض المشترين المحتملين.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

 لقد أثارت وضعية البحارة المغاربة مؤخرا في ميناء سيت قلق الرأي العام الفرنسي مما جعل وزير النقل الفرنسي يناشد نظيره المغربي من أجل إيجاد حل سريع لوضعية البحارة المغاربة المتواجدين على مثن السفن التابعة لشركة كمناف-كوماريت المحجوزة في ميناء سيت الفرنسي، فمنذ ذاك الحين والبحارة يتلقون المساعدات من السلطات الفرنسية والنقابات المهنية، مثل نقابة العمال، وجمعيات المجتمع المدني مثل جمعية  نادي البحارة. وأفاد بحار من طاقم سفينة مراكش ليابلادي قائلا:" إن وضعنا مستقر في الوقت الراهن، إذ نتوفر على المؤونة والكهرباء والتدفئة لكن ذلك غير كاف"، وصرح بحار تابع لسفينة بني نصار لجريدة "لا ديبيش" قائلا:" إن الحرارة تنخفض باستمرار إلى ناقص ثلاث دراجات تحت الصفر، ولا يمكننا استعمال الماء الساخن إلا مرتين في اليوم (في السابعة والنصف صباحا و في السادسة مساءا) لكي لا يتم الشروع في استهلاك احتياطي الوقود كما أننا لا نستحم كل يوم".

 آباء لأسر مجروحة

وقال أحد البحارة البالغ سبعة وخمسين من عمره، بعدما قضى ثلاثين عاما من الخدمة رفقة طاقم كوماريت، وهو قلق على مصير عائلته و أطفاله الخمسة :"نحن نموت من البرد هنا وأطفالنا يموتون من الجوع هناك، حيث أننا نعيش ظروفا اقتصادية صعبة، وأطفالنا قد انقطعوا عن الدراسة بسبب عم دفع مصاريف المدرسة، كما أننا لم نتوصل بالمكتسبات التي قامت الشركة بإلغائها منذ 2009 والحوافز المالية المخصصة للعمال المسموح لهم بأداء مناسك الحج".

وإذا كان البعض قد اختاروا التوجه إلى وسائل الإعلام، فالبعض الآخر يفضلون البقاء متأهبين لكنهم مع ذلك يعبرون عن غضبهم، حيث يقول أحد البحارة المتضررين أنه " منذ ذلك الحين لم يتغير الوضع".

" جميع المتواجدين هنا متضررون، فهناك من أصبحت تضيق حفيظته بسرعة وبعضهم لم يعد يغمض له جفن، وهناك أيضا من هو مريض بداء السكري ويحتاج العلاج لكن كيف السبيل إلى ذلك ؟ فالناس هنا يشعرون باليأس ولديهم العديد من الأفكار السلبية"، يضيف هذا الشاب الأعزب الذي يرى نفسه أقل ضغط من الآخرين لأنه، على حد قوله، "أعزب وليس له أية التزامات اتجاه الوطن".

"أجورنا ! "

وبالرغم من أنهم لا يتقاسمون نفس الإحساس بالقلق اتجاه عائلاتهم المتضررة في المغرب، إلا أن هؤلاء البحارة يشتركون في شيء واحد وهو صرف أجورهم، و قال هذا البحار الشاب :" نحن نطالب دائما بأجورنا، وبما أنه لا يمكننا مغادرة السفن المحجوزة، فأنا سأنتظر مع المنتظرين"، وأضاف قائلا:" إن الفرنسيين قاموا بمساعدتنا في الوقت الذي لم نرى فيه إلا الكذب من جانب المغاربة الذين لم يقولوا لنا شيئا منذ البداية. لقد رغبنا في فعل شيء ما، لكن لا أحد يعرف شيئا هنا، كما أن المسؤولين في القنصلية قاموا بزيارتنا لكنهم لم يبدوا رغبة في التعاون معنا لأنهم يتبعون تعليمات الدولة، و الفرنسيون فقط هم الذين يساعدوننا. فما يجري حاليا قد أصاب مدينة سيت بالحمى كما أن الميناء أيضا يعيش حالة  من البطالة التقنية حيث تم التقليص من عدد رجال الأمن، فيما فرنسا تريد حلا مستعجلا لهذه الوضعية".

هل معاملات الشركة غير واضحة ؟

ويتساؤل أحد البحارة قائلا :" هناك خلل ما! ففي الصيف تكون جميع السفن مملوءة عن آخرها لدرجة أن بعض الزبناء يتم إرجاعهم للرحلات المقبلة، وأقول لكم أن السفن تكون مكتظة في بعض الأحيان وكل مسافر يؤدي 600 يورو، وخلال شهر تربح الشركة أزيد من مليار، لكن أين هي هذه النقود ؟ فالشركة لا تريد إعطاء دراسة واضحة حول وضعيتها الاقتصادية كما أن عبد المولى قد فعل ما يريد بهذه الشركة، وأنتم تعلمون أن التذاكر يتم شراؤها من شركة كوماريت في حين أن كمناف هي التي تتكلف بنقل الركاب، وحتى فيما يتعلق بالوقود فإنهم يكتبون أشياء على الورق لكن على أرض الواقع هناك أشياء أخرى".

هل سيتم شراء كوماريت من طرف الفرنسيين ؟

منذ أن أصبح بيع السفن التابعة لشركة كوماريت في المزاد العلني محتملا، لم تتحدث الشركة لوسائل الإعلام وكذلك الحال بالنسبة للجنة الوزارية التي تم تشكيلها بهدف إنقاذ الشركة، بالإضافة إلى أنه ليس هناك أية جهة رسمية تؤكد أين وصلت خيوط القضية إلى حدود الآن، لكن هناك أقاويل تؤكد أن إمكانية البيع بالمزاد العلني على وشك أن تتحقق، إذ قال بحار تابع لطاقم سفينة مراكش:" لقد زارنا اليوم مفتش من البحرية الفرنسية وقال لنا بأن هناك خبر سار بالنسبة لنا مفاده أن شركة كمناف ستباع وأن الفرنسيين سيكونون المالكين الجدد لهذه الشركة، وأوضح لنا بأن الشركة ستبقى كما كانت، إلا أن الفرنسيين هم من سيشتريها، لأن عبد المولى يرغب في الحفاظ على الشركة، وإذا قال لنا ذلك فهذا يعني أن الأمر حقيقي".