أكد تقرير الملك محمد السادس بشأن تفعيل المرصد الإفريقي للهجرة بالمغرب، والذي قدمه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، يوم أمس الإثنين، أمام القمة العادية الـ33 للاتحاد الإفريقي المنعقدة بأديس أبابا، أنه بفضل المرصد، الذي سيحتضن المغرب مقره، "ستتوفر إفريقيا على أداة للمساعدة على اتخاذ القرار".
وأوضح التقرير أن المعطيات الدقيقة والقوية حول الهجرة تشكل أدوات ضرورية لإعداد سياسات واضحة وفعالة ومطابقة للواقع، كما ستمكن "تلك المعطيات من تحديد وجهات مواطنينا وشبابنا ونسائنا وأطفالنا ومعرفة مساراتهم ومعرفة الأخطار والتهديدات التي يواجهونها والدوافع التي جعلتهم يهجرون أماكنهم"، مضيفا أن الأمر يتعلق "بالاستباق والعمل ليس من أجل الإضرار بالمهاجرين ولكن من أجل توفير ظروف أفضل للعيش تسمح لهم بالانخراط في تنمية القارة" .
وأبرز التقرير أن المرصد الإفريقي للهجرة هو مؤسسة تابعة للاتحاد الإفريقي تتمحور وظائفه "حول ثلاثة محاور تهم الفهم والاستباق والعمل"، والتي ستسمح أنشطته، بطبيعتها التقنية والعملية، بتكوين معرفة دقيقة بظاهرة الهجرة ورسم صورة إفريقية عنها والعمل على توحيد سياسة فعالة حولها".
وحسب التقرير، ستوفر هذه الآلية الجهوية لجمع وتحليل وإدارة وتبادل المعطيات رافعة لتنمية إفريقيا، مبرزا أن المعطيات لن تمكن من معرفة درجة تأثير المهاجرين على القطاعات الرئيسية للتنمية فحسب، بل ستسمح بتقييم السياسات العمومية للدول الإفريقية في قطاعاتها الاقتصادية وزيادة تأثير الهجرة على التنمية سواء تعلق الأمر بالدول المصدرة للهجرة أو دول الاستقبال لها.
وأوضح الملك أن إفريقيا ستربح أيضا آلية في خدمة التنسيق حيث سيتطلب المرصد تنسيقا مزدوجا على المستوى الوطني بين مختلف القطاعات، وعلى المستوى القاري بين مختلف التجمعات الاقتصادية الجهوية، معتبرا أن توفير قاعدة بيانات محينة وشاملة وقابلة للمقارنة على الصعيد الجهوي والدولي هي مسألة حيوية في توحيد المنهجية في ما يتعلق بجمع وتحديد المفاهيم.
وأكد الملك أن "الدور الرئيسي للمغرب في وضع تصور حول المرصد وتطويره وتفعيله ينسجم مع تعهداتنا المرتبطة بحكامة جديدة للهجرة"، مسجلا أن المغرب "لن يذخر جهدا لاتخاذ كل خطوة كفيلة بتجسيد مقترحنا" لإحداث المرصد الإفريقي للهجرة.
ونوه الملك بأن "المغرب كان وفيا لتعهداته"، بوضعه رهن تصرف المنظمة مقرات حديثة ومجهزة تتماشى مع المعايير والمحددات الدولية لاستضافة هذه الآلية الجديدة، كما وفر جميع الشروط الضرورية لإعطاء الانطلاقة الفعلية لأنشطته".
وهكذا، من خلال هذا التقرير، يشرف المغرب، الذي يقرن أقواله بأفعاله، أن يعلن عن الانطلاقة المقبلة للمرصد الإفريقي للهجرة مباشرة بعد انتهاء أشغال هذه القمة. وانطلقت، أمس الأحد بأديس أبابا، أشغال القمة العادية الثالثة والثلاثين لرؤساء الدول والحكومات بالاتحاد الإفريقي، بمشاركة المغرب.
ويترأس الوفد المغربي خلال هذه القمة، التي تنعقد تحت شعار "إسكات السلاح : خلق الظروف الملائمة للتنمية في إفريقيا"، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
ويضم الوفد أيضا كلا من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج محسن الجزولي، والسفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا - الأمم المتحدة السيد محمد عروشي.