ينظم المصوران مامون رطل بناني وجول روفيو مساء أمس الخميس بالدار البيضاء ، معرضا لهما حول سيارة مرسيدس "بنز240" التي قطعت مشوارا طويلا من خلال استعمالها في المغرب المعاصر "كسيارة للأجرة "من الحجم الكبير.
وتوحي صور هذا المعرض إلى كونها دعوة للمكتشفين إلى امتطاء هذا النوع من السيارات الأسطورية لاكتشاف أو إعادة اكتشاف أكثر الطرق الخلابة والجبال والمدن والمناظر الأكثر جاذبية وجمال ا بربوع المملكة .
وتبدأ الرحلة انطلاقا من مدينة الدار البيضاء وصولا إلى المرتفعات الشاهقة التي تغشاها الثلوج بمنطقة الأطلس المتوسط ، وتستمر إلى الجنوب الشرقي للبلاد ، بما في ذلك منطقة مرزوكة بوابة الصحراء ، وورزازات، ثم تاليوين ، قلب وادي الزعفران ، قبل الالتحاق بأكادير.
وترصد العدسات أيضا ساحل المحيط الأطلسي ، الذي يعبر منطقة الصويرة، ومدينة آسفي، قبل بلوغ منطقة الجرف الأصفر، حيث تقبع جملة من كبريات مصانع الفولاذ التي يعهد لها بإعادة تحويل هياكل سيارات الأجرة المنهكة التي غادرت مساراتها رغم أنفها.
وتبقى خطوط سيارة الأجرة مرسيدس- بنز هذه ، أداة لا عادة رسم الخرائط الترابية المتقطعة، حيث تشير ألوانها المختلفة في صمت إلى خاصية المكان ، والفضاءات التي تجوبها بكل طواعية.
ويطلق على هذه السيارة " Grand Taxi" ليس فقط لكونها تقوم برحلات لمسافات طويلة ، ولكن أيض ا لأن بمقاعدها التي تحمل 7 ركابا ، الذين يحلون داخلها ضيوفا .. ، وتمثل فيها الرحلة الجماعية فرصة للتلاقي ، ولنسج نموذج للتعايش المجهول غير المتوقعة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء قال المصور بناني إن "سيارات الأجرة مرسيدس تسير نحو الاختفاء من المشهد المغربي ، ومن هنا جاءت فكرة الابحار في مساراتها بمختلف أنحاء المغرب ، والتقاط صورها في مختلفة بيئات والمجالات الطبيعية".
ويعتقد المصور الشاب المحب للتصوير الفوتوغرافي ، وللميكانيكا والسيارات القديمة ، أن هذا المعرض ، الذي تمتد فعالياته إلى غاية 11 مارس القادم ، من المرجح أن يشكل شهادة مسترسلة على مكانة هذه السيارة الرمزية في الحياة اليومية للمغاربة ، وكذا أداة لتسليط الضوء على خطوطها "التي نحبها ، والتي تعكس الصور جماليتها ، فضلا عن كونها تمثل جزء من الثقافة المغربية".
من جانبه ، قال روفيو إن هذا المشروع "لا يظهر حبي لمرسيدس والسيارات فحسب ، بل يعبر أيضا عن حبي للمغرب" ، مشيرا إلى أنه قرر ، مع شريكه في المعرض ، أخذ صور هذه السيارات في المناظر الطبيعية المغربية من أجل تكريم "أعظم ما يحبانه معا ".
ويذكر أن مامون رطل بناني وجول روفيو يعدان مصوران صحفيان. الأول هو مصور من خلال التدريب ويعمل حاليا في الوسط القروي. أما الثاني فكان يتابع تكوينه في الجغرافية الريفية ، ومن خلال رحلاته الاستكشافية ، إزداد شغفة بالتصوير الفوتوغرافي الى ان اضحى أحد أهم انشغالاته.