ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الخميس بجماعة الدراركة بأكادير، حفل توقيع الاتفاقية المتعلقة بتمويل مدن المهن والكفاءات، قبل أن يعطي جلالته انطلاقة أشغال مدينة المهن والكفاءات سوس -ماسة.
وفي بداية هذا الحفل، قدمت المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل السيدة لبنى طريشة، عرضا موجزا للأوراش الإصلاحية والتنموية التي أطلقها المكتب، تنزيلا لخارطة الطريق الجديدة الرامية إلى تطوير قطاع التكوين المهني.
وفي هذا الصدد، أبرزت أن المكتب يعمل على إعادة هيكلة عرضه التكويني بشراكة مع المهنيين، مشيرة إلى أنه تم في 2019 إطلاق ورش لتحيين هندسة التكوين يخص جميع القطاعات، سيمكن في أفق الدخول التكويني لسنة 2021، من توفير شعب جديدة وبرامج حديثة تستجيب لحاجيات المنظومات الاقتصادية القطاعية والجهوية.
وموازاة مع وضع برنامج لإصلاح وتأهيل الفضاءات التكوينية، أضافت أن المكتب يسعى إلى توسيع العرض، من خلال إنجاز مجموعة من المشاريع المرتبطة بالاتفاقيات الموقعة أمام أنظار جلالة الملك، والتي تهم إحداث 28 مؤسسة بمختلف جهات المملكة.
وأوضحت أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية التي تحث على تعزيز تعلم اللغات الأجنبية وإدماج التكنولوجيا الحديثة في التكوين، اقتنى المكتب نهاية سنة 2019، منصة لتعلم اللغات وفق نظام يجمع بين الوحدات الحضورية والتعلم عن بعد، لافتة إلى أنه سيتم تنزيلها ابتداء من الدخول التكويني المقبل.
وأبرزت أيضا أنه تم وضع مكتبة وسائطية رقمية توفر ما يقارب 40.000 من أحدث وأنجع المراجع العلمية بمختلف التخصصات، رهن إشارة المتدربين والمكونين والأطر الإدارية، مشيرة إلى أنه، وسعيا لمواكبة المتدربين للقيام باختيار ناجع لتخصصهم المهني، يعمل المكتب حاليا على وضع منصة إلكترونية وبرنامج للتوجيه، بهدف توعية المترشحين بأهمية المشروع المهني الذي سيقدمون عليه.
إثر ذلك، ترأس الملك حفل توقيع الاتفاقية المتعلقة بتمويل مدن المهن والكفاءات، التي وقعها كل من محمد بنشعبون وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، وسعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، دنيا بنعباس الطعارجي رئيسة هيئة الإدارة الجماعية لصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولبنى طريشة.
وأعطى صاحب الجلالة، بعد ذلك، انطلاقة أشغال بناء مدينة المهن والكفاءات سوس -ماسة، التي سيتم إنجازها على مساحة 15 هكتارا، تخصص 5 هكتارات منها لتوسيع مستقبلي، وذلك بغلاف مالي إجمالي يبلغ 430 مليون درهم.
وقد تم تصميم المدينة الجديدة بشكل يسمح باستقبال 3000 متدربة ومتدرب سنويا، وتشمل دارا للمتدربين بطاقة إيواء تصل إلى 400 سرير. وسيهم العرض التكويني الذي ستوفره مدينة المهن والكفاءات لجهة سوس -ماسة، 10 قطاعات للمهن تضم 88 شعبة، و80 بالمائة من التكوينات متوجة بدبلوم (العامل المؤهل، التقني، والتقني المتخصص)، و20 بالمائة من التكوينات التأهيلية، عبر مسارات قصيرة المدى، تتوج بالحصول على شهادة.
ويتميز عرض التكوين لهذه المدينة بتنوعه وانفتاحه على مهن جديدة ستشكل 60 بالمائة من العرض التكويني الإجمالي، بينما ستمثل الشعب المحينة باقي العرض بنسبة 40 بالمائة.
وتهم أبرز المهن المعتمدة قطاعات الصناعة (21 شعبة/760 متدرب في السنة)، والرقمية وترحيل الخدمات (12 شعبة/520 متدرب في السنة)، والتسيير والتجارة (5 شعب/240 متدرب في السنة)، والسياحة وإدارة الفنادق (10 شعب/515 متدرب في السنة)، والبناء والأشغال العمومية (5 شعب/180 متدرب).
كما يتعلق الأمر أيضا بقطاعات الصحة (7 شعب/260 متدرب في السنة)، والفلاحة (7 شعب/145 متدرب في السنة)، والصيد البحري (7 شعب/220 متدرب في السنة)، والصناعة الغذائية (10 شعب/420 متدرب في السنة)، والصناعة التقليدية (4 شعب/160 متدرب في السنة).
وتعتبر مدينة المهن والكفاءات سوس -ماسة أول تجسيد لبرنامج مدن المهن والكفاءات، حيث ستكلف غلافا ماليا بقيمة 3,6 مليار درهم، والذي سيتم بموجبه إنجاز 12 مدينة للمهن والكفاءات على مستوى مختلف جهات المملكة، والتي ستكون بمثابة منصات متعددة الأقطاب والتخصصات للتكوين المهني، وستستقبل كل سنة 34 ألف متدرب للتكوين.