القائمة

أخبار

سيت – طنجة: مصير البحارة المغاربة على مثن السفن المحجوزة يقلق وزير النقل الفرنسي

انقضى أجل تسديد الديون التي على عاتق الشركة البحرية كوماريت، ولم يتم تعويض الركاب ولا العناية بالبحارة الذين تركوا بدون مؤونة على رصيف ميناء سيت، فيما تطالب فرنسا الحكومة المغربية بالتدخل. فبعد أن نبهتها نقابة العمال، تدعو وزارة النقل الفرنسية نظيرتها المغربية إلى التحرك.

نشر
وزير النقل الفرنسي تيري ماريانيو
مدة القراءة: 4'

ودعا وزير النقل الفرنسي، تيري ماريانيو، نظيره المغربي، عبد العزيز رباح، "إلى التدخل للتباحث مباشرة مع شركة كوماريت" بخصوص الوضعية التي يتواجد عليها أزيد من 260 بحار العالقين في ميناء سيت، وحسب بلاغ صحفي، صادر عن مجلس الوزراء يوم الخميس 9 فبراير، فإن هؤلاء "البحارة ينتظرون حل قضائي يمكنهم من العودة إلى بلدهم".

وتتعهد الحكومة الفرنسية بالحرص على أن لا تزداد وضعية البحارة المتواجدين على مثن السفن الثلاثة تقهقرا، وحسب البلاغ الذي جاء بعد تنبيهات نقابة العمال، فإن البحارة سيتوصلون " بمخزون من المواد الغذائية والوقود الذي يستعمل في التدفئة"، وقال الوزير الفرنسي:" إنني مهتم جدا بالوضع الإنساني لهؤلاء البحارة، إذ سنعمل على أن تفي الشركة بجميع التزاماتها اتجاه بحارتها الذين لا يزالون على مثن السفن المحجوزة".

البقاء على مثن السفينة خوفا من فقدان كل شيء

فهؤلاء البحارة، الذين يعيشون حالة مزرية على مثن السفن التابعة لكوماريت، مجبرون على المكوث على مثن تلك السفن، لأنهم لم يتوصلوا مستحقاتهم منذ ثلاثة أشهر. وحسب موقع Midilibre.fr، فإن المبالغ التي اقتطعتها الشركة في الشهور الأخيرة من رواتب البحارة العاملين على مثن سفينة مراكش، من أجل تسديد أقساط ديونهم البنكية وتلك المتعلقة بالتغطية الصحية، لم تدفع لأصحابها. وبالإضافة إلى ذلك، فأي بحار يغادر السفينة سيعتبر كأنه قد قدم استقالته، ويسمى ذلك في القانون البحري "بالتقصير في أداء الواجب"، وفي هذه الحالة لن يكون لهم الحق في المطالبة بمستحقاتهم المعلقة.     

عواقب محزنة

ويعيش البحارة وضعية تزداد تأزما يوما بعد يوم، فالكثير منهم لديهم عائلات يعيلونها، و قال بحار في التاسعة والأربعين من عمره للموقع LaCroix.com " أن أصعب شيء في هذا كله هو الظروف التي تعيشها عائلاتنا، أما نحن الرجال فباستطاعتنا أن نتحمل، فأبناؤنا ونساؤنا في المغرب لم يعد لديهم ولو فلسا واحدا"، وأضاف بحار آخر في الرابعة والعشرين من عمره، قائلا "أن بعض الرجال قد بكوا لأنهم يحسون بأنهم عاجزون على تغيير هذه الوضعية، و هذا يعني الكثير في ثقافتنا".

وبعد بلغ السيل الزبى واجتاح القلق والشك نفوس هؤلاء البحارة، فضل معظمهم التكلم فيما فضل بعضهم التزام الصمت وعدم الكشف عن هويته، إذ قال بريجيت و بيرتران كارلوس البالغين من العمر 72 و73 على التوالي، وهما متطوعان من جمعية نادي البحارة، للموقع LaCroix.com "بأن هناك احتمال بأنهم قد يجدون أسماءهم على رأس لائحة سوداء و يمكن أن يجدوا أنفسهم بدون عمل بمجرد العودة إلى المغرب". وحسب Midilibre.fr ، فإن البحارة قد تلقوا تعليمات "بأن يلتزموا الصمت لكي لا يعكروا صفو المفاوضات الجارية من أجل إنقاذ شركتهم".

المساعدة التي تلقوها من سكان مدينة سيت

ولو لم يكن هناك بعض المساندة من ساكنة المدينة، فإن الروح المعنوية لهؤلاء البحارة ستكون أكثر من مُنحطة، إذ أن جمعية نادي البحارة تفتح لهم أبوابها كل ليلة، والفنانة التشكيلية الفرنسية فيفي نافارو، التي تعرف أعضاء طاقم السفينة حق المعرفة، تذهب لزيارتهم، كما أن ألان كويك، عن نقابة العمال، يذهب لمؤانستهم على رأس كل نهاية أسبوع. هذا ودون أن ننسى بأن الساكنة القريبة من الميناء قد تعبأت من أجل توفير المؤونة واللباس كما فتحت مدينة سيت أبواب حماماتها بالمجان أمام هؤلاء البحارة.  

وقال البحارة التابعون لطاقم سفينة بني نصار، بعدما قام فريق من القنصلية المغربية في مونبوليي بزيارتهم يوم الثلاثاء 31 يناير، " لقد أكدوا لنا بأن الحكومة المغربية مهتمة بظروفنا"، وفي الثامن من فبراير زودت كوماريت البحارة بمؤونة تكفيهم لعشرة أيام، لكن لا زال هناك نقص في الكهرباء والتدفئة على الخصوص، إذ أن البعض قاموا بشراء سخانات كهربائية، وعلى الرغم من هذا كله فالحرارة داخل سفينة بني نصار أقل من 4 درجات في الصباح الباكر، وحسب البلاغ الصادر عن الوزارة الفرنسية فإن السيد عبد العزيز رباح "التزم بإيجاد حل سريع كفيل بفك الحصار عن السفن المحجوزة أو إعادة البحارة إلى وطنهم".