تم أمس الثلاثاء في دبي تكريم المهندس و العالم المغربي رشيد اليزمي بميدالية محمد بن راشد للتمييز العلمي في فئة "انجازات مدى الحياة"،وذلك تقديرا لأبحاثه واختراعاته العلمية المتميزة لاسيما في ميدان تكنولوجيا البطاريات "ليثيوم آيون".
وتسلم العالم المغربي الميدالية من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي خلال حفل حضرته شخصيات إماراتية ونخبة من العلماء والباحثين.
ويعد هذا التتويج أعلى تميز تمنحه دولة الامارات لعلماء بارزين من أصحاب الإسهامات الكبيرة والإنجازات المهمة خلال مسيرتهم العملية.
كما تم بنفس المناسبة تكريم البروفيسور لورديس فيغا مديرة إدارة مركز البحوث والتطوير لثاني أكسيد الكربون والهيدروجين وأستاذة الهندسة الكيميائية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي. وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة إشبيلية في إسبانيا بالتعاون مع قسم الهندسة الكيميائية بجامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة.
وهنأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الفائزين لدورهما في تعزيز الحضارة الإنسانية وإسهاماتهما في توظيف المعارف التي اكتسباها لخير الناس، مؤكدا أهمية بذل المزيد من الجهد واستكشاف الفرص الجديدة التي توفرها العلوم . وأعرب السيد اليزمي بالمناسبة عن تقديره لهذا التتويج الذي يعد "تشريفا للعلم والعلماء".
وتوزع المسار العلمي لليزمي (67 سنة) بين عدة دول (فرنسا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وسنغفورة) وله العديد من الاختراعات منها شريحة ذكية تمكن من شحن البطارية في أقل من عشر دقائق وتحول دون مخاطر ارتفاع درجة حرارة البطارية.
وحاز اليزمي سنة 2014 على جائزة "درابر" من " ناشيونال أكاديمي أوف أنجنيرينغ" بواشنطن وهي بمثابة جائزة نوبل للمهندسين ، تقديرا لمساهمته في تطوير بطاريات اللثيوم-أيون في التسعينيات .
وكان هذا النوع من البطاريات قد أحدث ثورة في عالم الأجهزة الإلكترونية المحمولة ويتوقع أن يصل حجم سوقها إلى 22 مليار دولار سنة 2020.
تجدر الاشارة إلى أن العالم المغربي اليزمي بدأ مشواره الدراسي الجامعي بالمدارس الفرنسية، حيث التحق بالاقسام التحضيرية بمدارس الهندسة بليون، بعد حصوله على الباكالوريا في شعبة العلوم الرياضية بفاس سنة 1971. وتم قبوله سنة 1975 بمدارس الهندسة بروون ،قبل ان يلتحق بالمعهد الوطني للبوليتيكنيك بغرونوبل.
وأنجز اليزمي أطروحة الدكتوراة، في مختبر تابع للمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، في علم المواد، حول دمج الليثيوم بالغرافيت، عبر استعمال تقنية التحليل الكهربائي للأجسام الصلبة، عوض السائلة، كما كان سائدا، مما شكل قاعدة مهمة لأعماله اللاحقة التي مكنت من تطوير بطاريات اللليثيوم لتكون قابلة للشحن.
وعمل أيضا كأستاذ زائر بجامعات كيوطو (1988 -1990) و كاليفورنيا للتكنولوجيا (200 -2010 ) و نانيانغ في بسنغافورة .