تدرس ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية بجدية تصنيف دواء الباراسيتامول باعتباره مادة مسرطنة. وسبق لبعض دول الاتحاد الأوروبي أن منعت تقديم هذا الدواء دون وصفة طبية. فماذا عن المغرب؟
وذكرت وكالة الانباء الامريكية "أسوشياتد بريس" أن المخاوف بشأن ارتباطه المحتمل بالسرطان راجع لعلاقته بدواء آخر، يسمى بـ "الفيناسيتين"، الذي تم حظره سنة 1983 بسبب الاشتباه في أن له علاقة بمرض السرطان.
وأكد المصدر ذاته أنه على أساس 133 دراسة سابقة، طرحت مجموعة من الهيئات التنظيمية الطبية في ولاية كاليفورنيا، تساؤلات حول حظر دواء "الباراسيتامول" أيض، مشيرا إلى أنه كان من "من الصعب تحليل" هذا الدواء، لأنه من يصعب عزله عن باقي المتغيرات التي يحتوي عليها.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال علي الودغيري، وهو طبيب متخصص في الجهاز الهضمي بالدار البيضاء، إن هناك الكثير من الأبحاث التي تهتم بالعلاقة المحتملة بين الباراسيتامول ومرض السرطان، لكن في نظره "هذه الدراسات يجب أن يتم إجراؤها من طرف مختبرات الأبحاث التي ليس لها صلة بصناعة الادوية، لكن المشكلة هو أن العديد منها لها علاقة بهذا المجال، الأمر الذي يحد من مصداقيتها".
ويرى أنه في هذه الحالة "يمكن اتخاذ التدابير الوقائية الممكنة، خصوصا عندما تتناقض الدراسات مع بعضها البعض، حول خطورة المواد الطبية المعتمدة أو عدم الموافقة عليها وفرض شروط خاصة ومشددة للحصول على الدواء المعني".
وتابع أن المشكل "يكمن في التّداوي الذّاتي. حيث يذهب البعض إلى الصيدليات ويطلبون أدوية مسكنة كـ "دوليبران" بدون أي استشارة طبية وكأنهم يقتنون مواد عادية". و"الباراسيتامول" يشكل خطر جديا على الكبد، إن تم الافراط في تناوله، وهذا يتوقف أيضا على الحالة الصحية للمرضى، إذ يمكن أن يسبب لهم التهاب الكبد السام"
وأشار الطبيب إلى أن مجموعة من الأشخاص يعتقدون أن هذا الدواء يمكن استخدامه في حالات الصداع النصفي، ويظنون أنه يساعدهم على تخطي هذا الألم "إلا أنه لا يتم وصفه في هذه الحالة من طرف الطبيب" موضحا أنه يجب "بيعه من طرف الصيدلية، بناءً على وصفة طبية، ومع تحديد جرعة معينة".
واستنكر لجوء بعض المغاربة إلى الصيدليات بدون وصفة طبية، مشيرا إلى أن جميع الادوية يمكن أن تكون لها آثار جانبية، "بما في ذلك الباراسيتامول الذي يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى الإضرار بالكبد".