سيباشر المصنع الجديد لشركة "رونو" أعماله بصفة رسمية ابتداءا من الخميس المقبل، ويتعلق الأمر، حسب ما هو مبين في الموقع الإلكتروني للشركة الفرنسية،"بمصنع خال من انبعاث الكاربون ولن يطرح نفايات صناعية سائلة"، وسيمكن هذا المصنع المخصص لصناعة السيارات ذات التكلفة المنخفضة، والذي يحضى بموقع استراتيجي، المجموعة الفرنسية من تزويد نقاط البيع التابعة لها في مختلف بقاع العالم وخصوصا في أوربا، إذ يقع على بعد 30 كلمترا فقط من الميناء المتوسطي لمدينة طنجة وعلى بعد خطوات من اسبانيا. فهو أول افتتاح تقوم به المجموعة الفرنسية منذ أن افتتحت مصنع "كوريتيبا" في البرازيل سنة 1998.
مشروع ضخم
وجاء هذا المصنع الذي يمتد على مساحة تصل إلى 300 هكتار بعدما استثمرت الشركة الفرنسية مليار أورو ، وبطبيعة الحال فهي مدعومة من طرف العديد من الشركاء، ومن المتوقع أن ينتج المصنع حوالي 170 ألف سيارة ،و تعتزم المجموعة الفرنسية مضاعفة القدرة الإنتاجية للمصنع سنة 2012 ليرتفع الإنتاج إلى 400 ألف وحدة سنويا.
وتشير جريدة لوفيجارو إلى أن المصنع الجديد لمدينة طنجة سيباشر أعماله بإنتاج أول نموذج للسيارة متوسطة الحجم التي أطلق عليها اسم "لودجي"، حيث سيتم عرضها للبيع ابتداءا من 10 آلاف يورو، أي بثمن أقل بمرتين من ثمن سيارة Scenic .و ستحمل هذه السيارة العلامة التجارية "داسيا" بأوربا و بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، فيما ستحمل العلامة التجارية "رونو" في باقي أرجاء المعمور.
وبالنسبة للسيد ريجيس لوسيفي، نائب الكاتب العام للإتحاد الفرنسي للتكوين المهني بالمصنع، فإن"المستهلكين يميلون بكثرة إلى اقتناء النموذج منخفض التكلفة"، وهذا ما يبرر اختيار الشركة المصنعة.
الحكومة المغربية مشاركة في المشروع
فهذا الحدث المهم يستحق أن يحضر لافتتاحه ليس فقط الرئيس التنفيذي لمجموعة "رونو" بل وكذلك الملك محمد السادس، وفي الواقع، فهذا المشروع، الذي أعطيت انطلاقته سنة 2007، قد لقي ترحيبا من لدن السلطات المغربية إذ تعتبره عاملا مساعدا على تطوير صناعة السيارات في المغرب والتي تبقى مع ذلك قليلة في المملكة بمصنع واحد فقط (مصنع سوماكا بالدار البيضاء)، ومع ذلك فالمصنع الجديد لشركة "رونو" سيسمح بتشغيل أزيد من 6000 عامل، وهو يشغل الآن 2300 شخص، كما سيسمح بخلق أزيد من 30 ألف منصب شغل في مجال المعدات.
ولكي تظهر موافقتها على هذا المشروع، ساهمت الحكومة المغربية بتمويل مركز مخصص لتكون عمال الشركة الفرنسية، وقد وصلت قيمة هذا التمويل إلى ثمانية ملايين يورو، إذ بعد انسحاب شركة نيسان وفي إطار إنجاز هذا المشروع، منحت الحكومة المغربية منحة استثمار للمجموعة الفرنسية بقيمة 60 مليون يورو عن طريق صندوق الإيداع والتدبير، كما أنها قامت بتشييد الطريق السيارة والسكك الحديدية التي تربط المصنع بالميناء المتوسطي الذي يبعد عن المصنع بحوالي 30 كلمترا نحو الشرق والمنطقة الحرة في الغرب حيث تتواجد الشركات الممونة، وبالإضافة إلى ذلك فشركة "رونو" معفية من الضريبة على الأرباح والرسوم على الصادرات لمدة خمس سنوات.