بعدما قررت العديد من الدول اجلاء رعاياها من الصين التي تشهد انتشارا متواصلا لفيروس كورونا، يتساءل أفراد الجالية المغربية في هذا البلد الأسيوي وخاصة الطلبة منهم الذين يدرسون بمختلف الجامعات الصينية، عما ستقوم به الحكومة المغربية، وخصوصا المتواجدين منهم بمدينة بووهان، وهي المدينة التي انطلق فيها الفيروس، إذ وصل عدد المصابين به إلى حوالي 2800 حالة، فيما توفي 100 شخص.
وأكدت السفارة المغربية ببكين في بلاغ لها، تواصلها الدائم مع السلطات الصينية المختصة، وقالت إنها تحرص، على توفير جميع الظروف الأمنية والصحية للمواطنين المغاربة المقيمين بأراضيها، خاصة بووهان وإقليم "خوباي"، إلا أنها لم تشر لاتخاذها أي إجراءات من أجل إعادتهم، وهذا ما أكده مجموعة من الطلبة في تصريحاتهم ليابلادي.
وقالت آية، وهي طالبة بجامعة ووهان، إنها لم تتوصل بأي اتصال حول إعادتها إلى أرض الوطن، وأضافت "علمنا هذا الصباح أن السفارة المغربية، ستقدم لنا مساعدات غذائية. نحن نرغب في العودة. ونحن في انتظار قرار السفارة وما الذي تخطط للقيام به في الأيام المقبلة، وفي انتظار أيضا تدخل السلطات المغربية لإيجاد حل لوضعنا الحالي".
وأكدت الطالبة المغربية، أنه ستتم إعادة مجموعة من الأجانب إلى بلدانهم وسيغادرون ووهان قريبا "لكننا لا زلنا لا نعرف كيف سيفعلون ذلك. نحن حاليًا متواجدون في حرم الجامعة ونتلقى مساعدات من المشرفين عليها. هذا فيما يخص جامعتنا، لكن هناك طلاب مغاربة آخرين، في جامعات أخرى، لا نعلم حالهم".
وتأسفت المتحدثة نفسها، لردود أفعال بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن مخاوفهم من نقل مغاربة الصين للفيروس عند عودتهم لأرض الوطن، قائلة "نحن لسنا مصابين، فلا داعي للخوف منا نريد فقط العودة إلى ديارنا".
بدوره، قال طالب آخر يدعى إبراهيم، أنه لم يتلق "أي اتصال حول إعادتنا، ولا أعرف ما الذي يجري حاليًا، إن الوضع مقلق، مع انتشار الفيروس، وارتفاع عدد الوفيات". وعبر المتحدث نفسه عن رغبته في العودة إلى وطنه وعائلته، لكنه في الوقت نفسه "خائف من الإصابة بالفيروس ونقله إلى أفراد عائلتي".
وأضاف أنه تمكن هذا الصباح من شراء بعض المواد الغذائية من محل تجاري يقع بالقرب من منزله رغم ارتفع الأسعار، لكن هذا الأمر غير متاح للجميع، إذ أنه "وللأسف هناك بعض الطلاب المغاربة منهم، لا توجد أمام منازلهم محلات تجارية، ويصعب عليهم الوصول إلى هناك، نظرا لقلة سيارات الأجرة، ووسائل النقل الأخرى متوقفة" مشيرا إلى أن بعض المحلات التجارية تم اغلاقها، بعد نفاد المخزون الغذائي. وهناك محلات تفتح من الساعة 10 صباحًا إلى 5 مساءً.
ويقول عمر، وهو مغربي مقيم ببوهان، إن القنصلية المغربية "أبلغتنا أنها ستنقلنا من ووهان، لكن لم يتم ذلك، كما وعدتنا بتزويدنا بالمساعدات الغذائية، لكننا لم نتلق أي شيء حتى الآن".
وبحسبه، بما أنه تم تعليق الدراسة بالصين، فلا داعي لبقائهم هناك، وقال "يمكنهم عزلنا لمدة 14 أو 20 يومًا حتى يتأكدوا من أننا لسنا حاملين للفيروس، وبعدها يمكنهم إعادتنا إلى المغرب، لأننا لا نريد العودة دون التأكد من عدم حمنا لهذا الفيروس. لكننا نرغب العودة بشدة".
من جهتها، قالت الطالبة المغربية أميمية، أنها لم تتلق هي الأخرى أي اتصال "لا من القنصلية ولا من السفارة المغربية. لكنهم أعلنوا أنه على جميع الراغبين بالعودة إلى أرض الوطن، بإرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني، لكن لم نتوصل بأي رد".
وعبرت المتحدثة نفسها عن رغبتها في العودة إلى المغرب وقالت "أعلنت مجموعة من الجامعات هنا عن إلغائها هذا الفصل الدراسي واستئناف الفصل الثاني في أواخر غشت. لذلك ليس هناك داع للبقاء".
وسبق لمجموعة من الدول، من بينها الأردن والولايات المتحدة الامريكية، واليابان أن قامت بإعادة مواطنيها، فيما أعلنت فرنسا يوم أمس أن عملية نقل مواطنيها ستتم جوا منتصف الأسبوع المقبل، وأنه سيتم وضعهم في الحجر الصحي لمدة 14 يوما.