اختتم مؤتمر برلين حول الازمة الليبية مساء الأحد، باتفاق المشاركين على خارطة طريق من المفترض أن تعيد السلام إلى هذه الدولة المغاربية المنقسمة.
وتم تشكيل لجنة مراقبة دولية مكونة حصريًا من المشاركين في الاجتماع "من أجل الحفاظ على التنسيق في أعقاب قمة برلين، تحت رعاية الأمم المتحدة". سيكون على أعضائها الاجتماع كل شهر.
كما تم تشكيل لجنة عسكرية بهدف مراقبة وقف إطلاق النار بين قوات حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فايز السراج، وقوات العقيد المتقاعد خليفة حفتر، وسيتم عقد اجتماع مع اللجنة في جنيف خلال الأيام المقبلة، حسب ما صرح به الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي.
وبذلك يكون اجتماع برلين قد طوى صفحة التفاهمات التي وصل إليها الفرقاء الليبيون في 17 دجنبر من سنة 2015 بمدينة الصخيرات، إذ أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحدثت يوم أمس عن بداية مرحلة جديدة.
ولم توجه الدعوة للمغرب من أجل المشاركة في مؤتمر برلين، وهو ما يعتبر انتكاسة للدبلوماسية المغربية التي بذلت جهودًا، طوال ثمانية أشهر خلال سنة 2015، لتقريب مواقف الجهات الفاعلة في الساحة الليبية، إذ أعرب وزير الخارجية، ناصر بوريطة عن عدم تفهم المغرب لتهميشه، يوم أمس السبت خلال استضافته في قناة فرانس 24.
وكان المغرب من أوائل الدول التي شاركت في جلسات مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا، التي تشكلت في ربيع 2011 بينما كان نظام القذافي لا يزال قائماً. وفي 22 غشت من نفس السنة، ذهب وزير الخارجية السابق الطيب الفاسي الفهري إلى بنغازي محملا برسالة ملكية إلى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي.
وبعد ذلك استضافت المملكة المفاوضات التي أدت إلى إبرام اتفاق الصخيرات، ثم شاركت في سلسلة من الاجتماعات الوزارية الدولية حول هذه القضية، كان آخرها يومي 7 و8 دجنبر في روما، والذي حضرة الوزير المنتدب في التعاون الإفريقي محسن الجزولي.
ورغم استبعاده من مؤتمر برلين، إلا أن وزير خارجية خليفة حفتر عبد الهادي الحويج قال في تصريحات إعلامية إن الأزمة في ليبيا لا يمكن حلها دون إشراك المملكة المغربية و دول المنطقة، وعبر عن أسفه لعدم دعوة الرباط لحضور أشغال مؤتمر برلين، و توجيه دعوة متأخرة لتونس و عدم دعوة دول أفريقية فاعلة في المنطقة مثل التشاد.
وأضاف "أن الحكومة الليبية والشعب الليبي يقيمان عالياً جهود المملكة المغربية على صعيد مواجهة الإرهاب، ومساهمتها في التسوية السلمية في ليببا"، ورحب "بجميع الجهود و المساعي التي يبذلها العاهل المغربي الملك محمد السادس اقليميا و دوليا بهدف إيجاد حل سلمي للأزمة في ليبيا".
وتعتبر دعوة الحويج المغرب للعب دور في وضع حد للحرب الليبية، الثانية من نوعها، وذلك بعد دعوته خلال شهر دجنبر الماضي الملك محمد السادس إلى قيادة وساطة للتوصل إلى اتفاق ثان بين الفرقاء الليبيين على شاكلة اتفاق الصخيرات.