ولد محمد الزياني في الحسيمة سنة 1981، وكان يعشق الموسيقى منذ طفولته. ويعود الفضل لوالدية اللذين يمتهنان التدريس، وفي حديثه مع يابلادي قال الزياني الذي يعيش حاليًا في مدريد "تعلمت عزف الالحان الأولى على البيانو في سن الرابعة. تعلمت ذلك من تلقاء نفسي على بيانو صغير للأطفال كانت قد أهدته أمي لي".
"كان والدي مكي زياني يعزف على العود، وقام بتأليف عدة أغاني لمهرجان أغان، كانت له شهرة واسعة في الماضي"
ويحكي الموسيقي المغربي، أنه بدأ العزف على آلة الجيتار في عمر الثانية عشرة، ثم انضم إلى مجموعة متخصصة في موسيقى الروك الأمازيغية كان يطلق عليها اسم "سوريف"، ما ساعده في صقل موهبته واكتساب خبرة أكبر، ليصدر بعدها في سنة 1998 أول ألبوم له بعنوان "Awaren"، تم تسجله في استوديو بالدار البيضاء.
نجاحه في الموسيقى بالمغرب، لم ينسه هدفه الأول الذي كان يتمثل في الدراسة، فبعد نيله شهادة الباكالوريا، التحق بجامعة محمد الخامس بالرباط لمتابعة دراسته في اللغة الاسبانية، قبل أن يغادر بعد ذلك أرض الوطن إلى إسبانيا لمتابعة نفس التخصص في جامعة غرناطة.
ورغم رحيله إلا بلاد المهجر، بقي وفيا لعشقه للموسيقى، وانضم إلى مجموعة الجاز "Bybus "، التي تجمع بين موسيقيين مغاربة وإسبان وسوريين وشيليين وبريطانيين، وقامت المجموعة بإصدار ألبوم " Couscous clan" سنة 2006، ليقرر بعدها الغوص في المجال الفني أكثر، واختار دراسة هندسة الصوت.
وبالنسبة للمواضيع التي يتطرق لها محمد الزياني في أغانيه، أوضح أنه يكتب "سواء عن تجاربي الخاصة، أو التجارب التي عايشها أحد من أقربائي، خاصة المواضيع الاجتماعية، التي تهم المغاربة في جميع أنحاء العالم، وأيضا حول مواضيع تتعلق بالعنصرية والتعددية الثقافية".
بالإضافة إلى ذلك، تعاون الفنان المغربي مع مجموعة موسقية ثالثة، تسمى بـ " Jammindose"، تجمع بين أنواع موسيقية مختلفة، منها الفانك والسول والريغي والتراث الامازيغي، ليقوم بعدها بتشكيل مجموعة غنائية جديدة أطلق عليها اسم "Med Ziani & Amazigh Groove".
وقام بإصدار ألبومات عديدة سواء مع الفرق الغنائية أو بشكل فردي، وذلك في 2009 و2011 و2014. ويحمل آخر ألبوم له اسم "الطريق إلى الريف"، ليصبح بذلك أول ألبوم باللغة الامازيغية، ينضاف إلى المكتبة الوطنية الاسبانية.
تميز محمد الزياني في أغانيه، ساهم في جذبه لجمهور واسع، داخل اسبانيا ودول أوروبية مختلفة، ليبدأ بث أغانيه، على أكبر المحطات الإذاعية الإسبانية. وفى 2012، فاز بالجائزة الثانية في النسخة الثانية من جوائز " Spain Tweet " عن فئة "أفضل مجموعة موسيقية".
وبعد ثلاث سنوات، شارك في برنامج " The voice spain "، كما شارك أيضا في عرض "El Plan B" ، الذي كانت تعرضه القناة الإسبانية الرابعة، مع المنتج كارلوس جان وفنانين آخرين، ويتذكر محمد ذلك قائلا "تمكنت أنا ومجموعتي الموسيقية، من احتلال المراكز الأولى في عدة منصات موسيقية".
طوال مساره الموسيقي الحافل، عمل محمد زياني أيضًا مع مجموعة من الفنانين والمجموعات الغنائية من دول مختلفة، من بينهم فاندان سرينيفاسان (الهند)، إيما شاه (الكويت)، سوليا مورينتي، شامباو، كيبا جونكيرا وزاهارا (إسبانيا)، وهيرورتور بلوندال (أيسلندا) وأيضا مع المغربي مصطفى سلامر، كما تميز أيضا من خلال ظهوره في الجزء الأول من حفل ماهر زين بألمانيا، وفي جولات أخرى بالسويد والمغرب، الذي قام فيه بأربعة عروض.
أنا أهتم بالموسيقى الأمازيغية، لأنني فخور بأصولي، وأريد جعل الجميع يكتشفون ثقافتنا، في كل مكان، بدون وضع أي حدود أو أحكام مسبقة".
ولازال محمد زياني يسير بخطى ثابتة في مشواره الفني ويحاول إثبات ذاته أكثر، في الساحة الفنية الإسبانية والأوروبية أيضا، ويستعد حاليا لإصدار ألبوم جديد حول مواضيع يروي فيها "قصص شخصية تستند على موضوعات اجتماعية".