ولد مغيث المتوكل الملقب بـ "غيتو" بقلعة السراغنة سنة 1989، وبعدها بثلاث سنوات انتقل هو واسرته إلى فرنسا للالتحاق بأبيه الذي كان يعمل وقتها لحاما، والذي فارق الحياة بعد ذلك بسنوات قليلة متأثرا بمرض سرطان الرئة.
وفي حديثه لموقع يابلادي قال مغيث "فقدت أبي سنة 2003 عندما كان عمري 14 سنة. وساعدتني أختي الكبرى أنا وإخوتي الخمسة الآخرين. اتجهت وقتها إلى ممارسة الرياضة، فإلى جانب الدراسة، كنت أمارس رياضة "الكاياك" وكرة القدم، والسباقات أيضا ... كما بدأت الملاكمة كهاو، شاركت في تسعة نزالات للهواة إلى غاية بلوغي سن 18".
وبالرغم من أن "غيتو" واجهته صعوبات كثيرة في حياته، إلا نجح في تجاوزها، وتمكن من أن يصنع له اسما في رياضة الملاكمة وهو في سن 18، لكن في النزالات المخصصة للهواة فقط، إذ لم يتمكن من المشاركة في البطولة الفرنسية، لأنها مفتوحة أمام المواطنين الفرنسيين فقط".
هذا الأمر جعله يترك رياضة الملاكمة، وتذكر وقت اتخاذه القرار قائلا "مر الوقت بسرعة بين إتمامي لدراستي والعمل وتكويني أسرة، وبدأت العمل كوكيل إقليمي بإيسون وفي نفس الوقت كنت أدير متجر شطائر"، ليكرس حياته بذلك لرعاية بناته الأربع.
وبالرغم من أنه كان ربحا لا بأس به من وراء المسار الجديد الذي اختاره، إلا أنه لم يكن راضيا عن شكل جسده الجديد، إذ أصبح وقتها يزن 98 كيلوغرام، وقال "لم أعد أطيق نفسي بالوزن الزائد، لذلك قررت العودة إلى الرياضة وعدت إلى صالة الملاكمة بكورباي، في النادي كنت ألعب فيه سابقا".
عودة مغيث لرياضته المفضلة هذه المرة، كان لها طعم مختلف، إذ انتقل من هاو إلى أفضل المحترفين في هذه الرياضة بفرنسا.
"عند عودتي إلى النادي، اتبعت نظاما غذائيا محددا، وضاعفت ساعات التدريب، ما مكنني من فقدان 20 كيلوغرام في غضون ستة أشهر، بعدها حصلت على شهادة في رياضة الملاكمة للهواة، وبدأت أشارك في المسابقات المفتوحة للأجانب، وبعد مشاركتي في قتالين، انتهى بي المطاف في النهائي، وهذا ما دفع بي إلى الامام أكثر".
وفي مارس 2016، فاز "غيتو" بأول نزال احترافي له بكورباي إيسون "فزت بالضربة القاضية، وأيضا في المنافسات الخمسة التي تلتها فزت بالضربة القاضية، إلى غاية السادسة التي كانت بدون ضربة قاضية، لكن لعبتها في منتصف رمضان".
بعد ذلك، سجل مغيث نفسه في بطولة المحترفين الفرنسية، وهي مسابقة مفتوحة للأجانب وتمكن من الفوز بها سنة 2018 وتابع قائلا "طلبوا مني المشاركة في نزال بالبحرين، وقبلت المشاركة فيها كملاكم مغربي، فائز في ثماني مباريات محترفة، ست منها بالضربة القاضية. لقد كانت تجربة رائعة وتمكنت من الفوز بها أيضا".
في دجنبر 2018، دعاه المغربي نجيب البهجة للمشاركة في نزال، فاز به على نفس الخصم الذي سبق له أن هزمه في سنة 2016 في منتصف شهر رمضان، وقال الملاكم المغربي "لقد عدت إلى المنافسة الاحترافية، وحصلت على رخصة رسمية من نادي ليفالوا الرياضي منذ يناير 2019".
وبعد حصول مغيث على هذه الرخصة الجديدة شارك بعدها بأسبوعين في "نزال ضد عضو سابق في فريق الهواة الفرنسي. فزت بالنزال، لكني أعلنت خاسرًا لأنه تم احتساب نقطة أخرى" لتكون هذه المرة الأولى والأخيرة التي يخسر فيها غيتو معركة احترافية في حياته.
لكن هذه الخسارة لم تمنعه من المضي قدما، حيث انخرط في كأس رابطة المحترفين، وهي منافسة مفتوحة للأجانب وتعادل بطولة فرنسا، وقال "في الدور نصف النهائي، في 18 يوليوز الماضي، لعبت بباريس ضد ملاكم يحتل المركز الثاني على المستوى الوطني، وحاصل على اللقب الفرنسي مرتين. في الجولة الخامسة من مباراة من ثماني جولات، فزت في النزال، لأؤكد بذلك عودتي بقوة إلى الساحة".
في 12 أكتوبر الماضي، واجه غيتو بليفالوا بيريه، ملاكم آخر، لديه خبرة أكثر، لكن رغم ذلك تمكن الرياضي المغربي من هزمه في ست جولات، وهو ما مكنه التأهل لنهائي كأس الرابطة.
ويحاول اتحاد الملاكمة الفرنسي تسريع دراسة طلبه المتعلق بالتجنيس، كما يتلقى الملاكم المغرب المساندة والدعم من طرف ناديه، من أجل الحصول على الجنسية والمشاركة في البطولة الفرنسية وكذلك في البطولات الأوروبية.
ويحاول مغيث أيضا التفاوض بشأن مشاركته كمغربي ضمن المجموعة الوطنية للملاكمة الاحترافية، لأنه لغاية الآن على حد قوله، لم يتخذ المسؤولون عن الملاكمة في المغرب "أي خطوات لضمه في لائحة الملاكمة الوطنية الاحترافية التي تشمل المغاربة المقيمين بالخارج"، إذ أنه يمثل العلم المغربي في المسابقات الفرنسية من ماله الخاص.
وأنهى مغيث حديثه قائلا أنه يطمح إلى تمثيل البلدين المغرب وفرنسا في حالة حصوله على الجنسية الفرنسية وتابع قائلا "إنه لفخر لي أن أمثل العلم المغربي وأسمع النشيد الوطني".