تنعقد الدورة الثامنة لندوة العلاقات العربية -الصينية والحوار بين الحضارتين العربية والصينية، يومي17 و18 دجنبر الجاري في مقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وذلك برئاسة ناصر بوريطة.
ويشارك في هذه الدورة مسؤولون رفيعو المستوى وخبراء وباحثون في شأن حوار الحضارات والثقافات من المغرب والصين والدول العربية، وكذا البعثات الديبلوماسية العربية المعتمدة بالمغرب.
وسينكب المشاركون في هذه الندوة، التي تقام وفقا لما ورد في البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي - الصيني خلال الفترة 2018ـ2020، المصادق عليه بالصين سنة 2018، في الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري للمنتدى، على التركيز على موضوع مهم ومحور رئيسي يتمثل في دور الشراكة الحضارية العربية – الصينية في ترسيخ ثقافة السلام، عبر خمسة محاور فرعية.
ويتعلق الأمر بمقومات الرأسمال الماد ي واللامادي في الفضاء العربي-الصيني والأدوار الجديدة لدبلوماسية القوة الناعمة، الثقافية والدينية والعامة في استثماره وترصيده لترسيخ ثقافة السلام، وكذا دور التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والنوعية والمجالية في بناء ثقافة السلام.
كما تهم هذه المحاور استلهام نظريات التعددية الثقافية لتدبير واقع التنوع الثقافي وكفالة الحقوق الدينية والثقافية والاجتماعية للجماعات بما يعزز وحدة الدول واستقرارها، وكذا دور وسائل الاتصال التقليدية والثورة المعلوماتية الحديثة في نشر المعرفة الدينية الآمنة ومكافحة نزوعات التطر ف والكراهية والعنصرية المغذية لمختلف مظاهر العنف والإرهاب، بالإضافة إلى الأدوار الجديدة للصناعات الثقافية والإبداعية النموذجية في ميدان نشر ثقافة السلام والحوار والتفاهم.
ومن المنتظر أن تخلص مناقشات المشاركين من دول أعضاء الجامعة العربية والصين إلى استصدار توصيات عملية تساعد على تعزيز ثقافة السلام في جميع أنحاء العالم، وكذا تعزيز التعاون بين الجانبين العربي والصيني، في نطاق استراتيجية متوسطة وطويلة الأمد.
وتأتي هذه الدورة، التي تقام لأول مرة في المغرب، لتؤكد على عمق الروابط الثقافية والحضارية الوثيقة بين الجانبين العربي والصيني على امتداد التاريخ، والمساهمات الجليلة المشتركة لكل منهما في تقدم الحضارات البشرية وما ينبثق عنها من الصداقة العميقة بينهما.
كما تعتبر هذه الدورة، التي أعدت بشراكة مع مركز الحوار بين الحضارات والرابطة المحمدية للعلماء، وكذا قطاعات حكومية وغير حكومية، تأكيدا على حقيقة أن كلا من الطرفين يلعب دورا هاما في دعم السلام والأمن والتنمية المشتركة في العالم، وفي تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات، وبحث سبل التعاون في مجال التطرف، وبذل جهود مشتركة للحد من نشأته وانتشاره.