القائمة

أخبار

دياسبو #121: خديجة قرطاس..مهاجرة مغربية بألمانيا وظفت تجربتها في مساعدة أبناء وطنها

روح التضامن تسكن المهاجرة المغربية خديجة قرطاس المقيمة بألمانيا، حيث لم تدخر جهدا لمساعدة أبناء وطنها في بلاد المهجر، كما أنها تفكر في نقل تجربة التعليم الألماني إلى المغرب.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

تجربة المهاجرة المغربية خديجة قرطاس الصعبة إلى حد ما خلال سنواتها الأولى بألمانيا، دفعتها للقيام بمبادرة رفقة زملائها من أجل مساعدة الطلبة المغاربة الذين يرغبون في متابعة دراستهم في ألمانيا لتجاوز نفس المشاكل التي واجهتها بعد أن وطأت أقدامها أرض المهجر سنة 1990.

ورغم أنها كانت تعلم أن أي مبادرة تقوم بها ستكون محدودة في تأثيرها، على اعتبار أنها لن تتمكن من تقديم يد العون لجميع أبناء وطنها، إلا أنها تطوعت رفقة بعض زملائها في الدراسة لتخفيف قساوة الغربة عن بعض الطلبة المغاربة في حدود المستطاع.

"حاولت مساعدة الطلبة المغاربة الجدد، بطريقتي الخاصة، كنت أستقبلهم في منزلي مجانا. الامر كان مختلفا وصعبا بعض الشيء عما هو عليه الحال في الوقت الراهن، حيث كان يصعب التواصل وقتها مع الطلبة، كنت أنتظرهم في محطة القطار بعد اطلاعي أنا وزملائي بالمدرسة على مواقيت الامتحانات التي كان يجتازها الطلبة الأجانب، ونحاول التعرف على المغاربة وأصحبهم إلى منزلي".

وتتذكر خديجة في حديثها لموقع يابلادي أيامها الأولى في بلاد الغربة وقالت "عندما قدمت إلى ألمانيا كانت وضعيتي المادية مريحة، ولكنني زاولت بعض المهن من أجل اختبار أمور جديدة في حياتي، بالرغم من أن ذلك كان صعبا، لأنه لم يكن مسموحا آنذاك للطلبة بالعمل".

وأكدت المهندسة المغربية أنها وجدت صعوبة في التوجيه واستيعاب وفهم النظام التعليمي الألماني لأنه كان مغايرا جدا عن النظام المعتمد في المغرب، رغم أنه سبق لها أن تلقت دروسا في اللغة الألمانية قبل مغادرة أرض الوطن.

خديجة ابنة مدينة القنيطرة المزدادة سنة 1967، قررت متابعة دراستها في الخارج سنة 1990، بعد حصولها على شهادة من جامعة ابن طفيل في شعبة الفيزياء والكيمياء. كما أنها كانت بموازاة دراستها الجامعية تتلقى دروسا في معهد التكنولوجيا التطبيقية الذي حصلت به على دبلوم الكهرباء الصناعية.

وكانت حريصة قبل توجهها إلى ألمانيا على تلقي دروس في اللغة الألمانية، وقالت "انتقلت إلى مدينة دورتموند وبقيت مخلصة لها، وبها دخلت مدرسة المهندسين، وتخرجت سنة 1996 وحصلت على دبلوم في الهندسة الكهربائية بميزة حسن جدا".

كفاءة خديجة مكنتها من ولوج سوق الشغل بعد تخرجها مباشرة، لتشتغل داخل شركة "سيمنز"، المتخصصة في مجال الهندسة الكهربائية والإلكترونية الحديثة، وتولت منصب مديرة مشاريع، ومهندسة تقنيات الاتصالات السلكية واللاسلكية.

وبعد اكتساب المهندسة المغربية، خبرة تزيد عن 14 سنة بالشركة، انتقلت من الميدان الخاص إلى الميدان العام واشتغلت في الإدارة الكبرى للشرطة الألمانية التي لازالت بها لحدود الساعة، كمسؤولة عن التجهيزات التقنية "بالإضافة إلى عدة مهام كنت أقوم بها سابقا، منها مستشارة ومديرة مشاريع".

سنوات اشتغالها الطويلة في ألمانيا لم تنسها مبادرتها الأولى لمساعدة الطلبة المغاربة، حيث تعتزم تشييد مدرسة "بمدينة القنيطرة من الحضانة حتى الباكالوريا، أفكر في أن أعتمد فيها النظام التعليمي الألماني. منذ الحضانة سيتعلم الأطفال اللغة الألمانية إلى جانب لغات أخرى، وآنذاك سيكون الأمر سهلا على الطلبة الراغبين في متابعة دراستهم في ألمانيا مستقبلا. أريد أيضا تحبيب الأطفال في الرسم والموسيقى والغناء، وهو شيء لا نراه كثيرا في المؤسسات التعليمية المغربية".

كما أنها تطمح لأن يساعد هذا المشروع المغاربة المقيمين في ألمانيا الراغبين في العودة للاستقرار ببلدهم، في "تجاوز مشكلة عدم إتقان ابنائهم اللغة الفرنسة والعربية التي يعتمد عليهما النظام التعليمي المغربي، وهو ما يمنعهم من متابعة دراستهم بوطن آبائهم".

وكان عدم وجود مؤسسة تعليمية بالقنيطرة تعتمد اللغة الألمانية في التدريس، لتسجيل ابنتها البالغة من العمر 16 سنة بها، عائقا حال دون عودتها قبل سبع سنوات إلى المغرب، حيث تؤكد أن "ابنتها تلقت تعليمها كله باللغة الألمانية، وسيكون من الصعب عليها التأقلم مع النظام التعليمي المعتمد في المغرب".

 وأنهت خديجة حديثها قائلة "لا أنس فضل المغرب علي"، لهذا "قررت أن أعيش متنقلة بين بلدين، وطني المغرب الذي يجري حبه في عروقي، ووطني الثاني ألمانيا".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال