تم، مساء أمس الأحد بمراكش، تكريم السينمائي الفرنسي الكبير، برتران تافرنيي، صاحب إحدى أبرز الأعمال المعاصرة التي كان لها تأثير واضح على السينما الفرنسية، وذلك في إطار الدورة الثامنة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
وخلال هذا الحفل البهيج، الذي عرف حضور شخصيات بارزة في عالم الفن السابع، تسلم برتران تافرنيي النجمة الذهبية للمهرجان من الممثل الأمريكي الشهير، هارفي كيتل، الذي عبر عن سعادته الكبيرة للمشاركة في هذا المهرجان ذي الصيت العالمي وفخره الكبير بمنح هذه الجائزة لبرتران، أحد أهرام السينما العالمية الذي ترك بصمة في جيله ووضع لمسة جديدة على الإنتاج السينمائي.
وأعرب برتران تافرنيي، من جانبه، عن بالغ تشكراته للملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد، وكذا لمؤسسة المهرجان على هذا التكريم، وتنظيم هذه التظاهرة التي أضحت موعدا لا غنى عنه في السينما الدولية.
وأكد تافرنيي أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يتيح "فتح النوافذ على العالم، والتعريف بالأفلام والإنتاجات السينمائية من مختلف بقاع العالم وكذا تخطي الحدود"، مهديا هذا التتويج المرموق للجمهور المغربي.
وأضاف أن "مراكش منحتني ذكريات لا تنسى. عودتي غمرتني بالفرحة ... زيارة البلاد مرة أخرى، وعرض أفلامي والتفاعل مع الجمهور، ومناقشة الطلاب، ولقاء السينمائيين والمؤلفين المغاربة، رجالا ونساء. الاستماع لهم. التقاسم معهم. وإثراء الذات". وتميز هذا الحفل بعرض مقتطفات من أشهر أفلام برتران تافرنيي، بالإضافة إلى شريط طويل أمريكي "مارياج ستوري" للمخرج نواه باومباك.
وولج تافرنيي، منذ نعومة أظافره، عالم السينما الذي انخرط فيه بحماس وولع كبيرين . ولم يكتف المخرج والمؤلف والمنتج بالتوقيع على بعض من أبرز الأعمال في السينما الفرنسية، على غرار "القاضي والقاتل" و"حوالي منتصف الليل" بل أضحى وجها مرموقا في عالم السينما بنشره العديد من الأعمال المرجعية في الفن السابع، علاوة على كونه رئيس معهد "لوميير" المرموق بليون.
وظل برتران تافرنيي، الذي شغل منصبي رئيس "جمعية مخرجي الأفلام" مرتين ثم نائب رئيس جمعية المؤلفين والملحنين الدراماتيكيين، دائما يسعى للحفاظ على حقوق المؤلف وحق السينمائيين في التحكم التام والحصري في أعمالهم.
وفي سنة 2004، منحته "مؤسسة الفيلم" جائزة "جون هيوستون" تقديرا لنضاله من أجل حقوق الفنانين.