القائمة

أخبار

دياسبو # 119: كريم السعيدي...من الجيش إلى عالم السينما

شارك الممثل الفرنسي من أصل مغربي كريم السعيدي، في عدة أفلام إيطالية ومغربية وألمانية، كما اشتغل أيضا مع المخرجين ستيفن سبيلبرغ وعبد اللطيف كشيكش. يسترجع السعيدي خلال حديثه مع يابلادي ذكرياته الأولى في المجال السينمائي.

نشر
كريم السعيدي
مدة القراءة: 4'

"ولدت للمرة الثانية وأنا في سن 29" هكذا عبر الممثل المغربي عن عشقه للتمثيل والسينما وكيف أخذت حياته منعطفا آخر عند دخوله ميدان الفن السابع.

وُلد كريم السعيدي يوم 17 يوليوز 1973 في مدينة لا سين سور مير الفرنسية، من أبوين مغربين. ينحدر والده من مدينة الناظور ووالدته من طانطان. في سن الثامنة عشر، التحق بالجيش وانضم إلى فوج مشاة البحرية الثاني، الواقع مقره في لومان. غادر إلى تشاد والبوسنة ورواندا خلال الإبادة الجماعية سنة 1994، ثم ترك الجيش بعد ثلاث سنوات من ذلك.

ويتذكر السعيدي تلك السنوات قائلا "ما رأيته في هذه البلدان خلال سنوات الحرب كان مأساوياً ... لقد خدمت الدولة الفرنسية لمدة ثلاث سنوات ثم قررت الاستقالة لأنني اعتقدت أنني تعلمت من الجيش كل ما كان علي تعلمه" وأضاف "لم أر نفسي أقوم بعمل مهني لمدة خمسة عشر سنة والحصول بعدها على تقاعدي، كنت أعلم أنني سوف أعرض حياتي للخطر إن بقيت هناك".

وبعد طيه صفحة الجيش، قام السعيدي بفتح مطعم في سان تروبيه، وظلت أبوابه مفتوحة خلال الفترة ما بين 1994 و1999، وفي إحدى الأيام حل الفكاهي إيف ليكوك، المشهور بتقليده لجاك شيراك وباتريك بوفر ديفور، بمطعمه لتناول وجبة العشاء، حينها "أخبرني أن لدي الطاقة لكي أصبح ممثلًا. في ذلك اليوم زرع بذرة بداخلي، بعدها قمت ببيع مطعمي في محاولة مني لأن أصبح ممثلاً".

وانتقل كريم إلى العاصمة الفرنسية، باريس حيث التحق باستوديو "بيجماليون" الفرنسي، وهو مركز تكوين وتدريب للكوميديين والممثلين المهنيين أو الممثلين الهواة "قمت بالتسجيل في صف المبتدئين، وكنت أدرس بالليل. بعد شهر ونصف، انتقلت إلى الدروس الصباحية، قاموا بنقلي مباشرة إلى السنة الثانية، كنت متعودا على الرسوب طيلة حياتي المدرسية، وأن يحصل معي هذا، كان إحساسا رائعا" وهو الامر الذي منح الممثل المغربي الثقة في النفس والقدرة على التعبير على مشاعره وأحاسيسه وإخراجها في اللحظة المناسبة خلال تصويره لأفلامه. 

يعرف كريم السعيدي نفسه بأنه ممثل وقال "الكوميدي هو ذلك الشخص الذي لطالما أراد أن يقوم بما يقوم به، هو ذلك الشخص الذي تلقى دروسا وهو في سن صغيرة ويلعب عدة أدوار، أما الممثل هو شيء طارئ! يؤدي الادوار ويجسد الشخصيات" وأضاف "لم يسبق لي أن لعبت قط، ولا أعرف ماذا تعني هذه الكلمة، أنا دائما أقوم بتأدية الادوار وأجسد الشخصيات".

وأوضح كريم أن استوديو "بيغماليون" زرع بداخله أيضا بذرة ثانية، وذلك بعد اللقاء الذي جمعه ببول بلموندو، وهو ابن جان بول بلموندو، حيث عرفه على شخص عرض عليه أن يتقدم لتجارب أداء فيلم "ميونيخ"، للمخرج ستيفن سبيلبرغ الذي تم عرضه سنة 2005، ليتمكن كريم السعيدي من نيل الدور، وقام بالمشاركة في أحداث الفيلم التي تم تصويرها ببودابست على مدى خمسة أسابيع، ويتذكر كريم ذلك قائلا "لو لم يكن ذلك الشخص لما تم اختياري للتمثيل في هذا الفيلم، لأن عالم السينما يتطلب الكثير من المثابرة، وأن تنال أحد الأدوار المهمة فيجب أن يكون لديك شخص تعتمد عليه".

وخلال تصويره لفيلم "ميونيخ" ببودابيست، كان كريم يكتشف عالم الفن السابع للمرة الأولى وقال "كأنني كنت فوق سحابة وكان من الصعب النزول إلى الأرض. وبعد انتهائي من التصوير أصبت بنوع من الاكتئاب. كان أول فيلم لي ولم أكن أعلم شيئا عن المجال السينمائي، كما أنه لم يكن لدي ملحق صحفي لكي يتحدث عني. وبعدها لم يعرض علي أي دور لمدة سنة ونصف وهذا الأمر كان صعبا جدا".

وتحدث كريم أيضا عن لحظات تصويره لفيلم "الفولكلور" لـ "حياة أديل" (2013)، للمخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف كشيش، وقال "صورت معه سبعة عشر يومًا ولم أظهر خلال عرض الفيلم إلا خمس ثوانٍ فقط. لقد كانت تجربة جيدة ومغامرة سيئة في نفس الوقت: تجربة جيدة لأنني رأيت كيف يعمل عبد اللطيف كشيش؛ طريقته في العمل تشعرني أنه يتحدث معي. مغامرة سيئة لأنه كان فيلم فولكلوري، وكان التصوير غير منظم على الإطلاق".

وانتقل كريم إلى المغرب سنة 2004 من أجل حضور مراسم دفن والده، ليتلقى بعدها عروض عمل كثيرة، إذ شارك في حوالي أربعين فيلماً مغربياً وإيطاليا وألمانيا في جميع أنحاء المغرب "لقد تمكنت من بناء حياتي المهنية هنا" في الإشارة منه إلى المغرب. وسيشارك في شهر دجنبر في المهرجان الدولي للسينما والهجرة في أكادير، حيث سيتم تكريمه.

ويفكر كريم السعيدي حاليا بالعمل وراء عدسات الكاميرا، ويصبح مخرجا، مشيرا إلى أنه كتب إلى حد الساعة ثلاثة سيناريوهات. "أنا أميل إلى القضايا الاجتماعية التي فيها نوع من الإنسانية وستكون أفلامي دائمًا جسر يربط أوروبا بإفريقيا".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال