أثار قرار إلغاء حفل للراب كان من المقرر إحياؤه بمدينة المضيق يوم 10 نونبر الجاري، جدلا واسعا على مواقع التواصل، وأرجح البعض السبب إلى أغنية "عاش الشعب" التي خلقت جدلا واسعا قبل أسبوعين، فيما أكد آخرون عدم وجود علاقة لهذا القرار بالاغنية.
ففي تصريح لموقع يابلادي، قال أسامة الأزامي، نائب رئيس جمعية شباب المستقبل للفنون بالمضيق، التي كان من المرتقب أن تسهر على تنظيم الحفل بشراكة وتمويل من صاحب أحد المحلات التجارية المتخصصة في بيع الملابس، إن "الحفل كان سينظم بمسرح لالة عائشة بمدينة المضيق بمناسبة مرور سنة على إنشاء الجمعية وكان سيتم إحياؤه من طرف فناني الراب فقط، كالمغني كومي، وفرقة آش كاين، وسيف لسان، ولوكو الغضب وغيرهم".
وأضاف أن الجمعية قامت بإرسال طلب للمسرح من أجل تنظيم الحفل، وبعد ذلك "توصلنا بالموافقة، قبل موعد الحفل بـ 18 يوما، من طرف المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بالمضيق" وباشرت الجمعية الاعداد منذ ذلك الحين.
لكن قبل أيام من إحياء الحفل، "توصلنا باتصال هاتفي من طرف مدير المسرح، علي البوهلي، أخبرنا فيه أنه تم إلغاء الحفل بعد توصله بمذكرة من طرف المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بالمضيق مفادها أن أي نشاط شبابي يفوق تجمعه 100 شخص سيتم تجميده"، وأضاف "أخبرنا مدير المسرح أيضا، أن هذا الأمر جاء بعد إصدار أغنية الراب التي تمس بمقدسات الدولة" في إشارة منه إلى أغنية "عاش الشاب" للثلاثي "لزعر ولد الكرية ولكناوي"، والتي يوجهون فيها انتقادات حادة للسلطات.
وأضاف المتحدث نفسه، ان الجمعية لم تتوصل بأي إشعار مسبق من السلطات المعنية "وعند المطالبة بمدنا بإشعار موثق أو أي بيان يوضح سبب تجميد هذا الحدث الفني، توصلنا بمبرر مخالف لما جاء على لسان مدير المسرح" وأضاف أن البيان يوضح أن "تجميد النشاط جاء بسبب تزامن الحفل مع صيانة المسرح لاستقبال المهرجان الوطني للمسرح".
وتابع نائب رئيس الجمعية "أخبرنا مدير المسرح أيضا أن موسيقى الراب خلقت جدلا في الوقت الراهن، وأنه يمكننا وضع طلب لتنظيم حفل آخر خلال السنة الجديدة لكن شريطة أن لا تكون له علاقة بموسيقى الراب" وأعطانا مثلا بـ"الطرب الاندلسي". وأكد الأزامي وجود تناقض بين ما تم التصريح به شفهيا، وما توصلوا به كتابة.
وأشار في حديثه لموقع يابلادي إلى أن قرار الإلغاء كلف الجهات المنظمة خسائر مادية كبيرة: "حجوزات الفنادق وأيضا تذاكر الطائرة لبعض الفنانين بالإضافة إلى مصاريف أخرى".
وأضاف أنه "عند محاولتنا معرفة أسباب القرار من المدير الإقليمي للوزارة أخبرنا أنه عند إعطائه الموافقة الأولية، كان يعتقد أن الحفل عبارة عن أمسية فنية متنوعة، وليست فقط حفل للراب لكن لم يتطرق لموضوع أغنية عاش الشعب".
وبالمقابل، نفى مدير مسرح لالة عائشة علي البوهالي في تصريحه لموقع يابلادي، أن يكون للقرار علاقة بالاغنية المذكورة، موضحا أنه جاء بناء على تعليمات من المديرية الإقليمية التي أكدت أنه " من الضروري إغلاق المسرح من 9 نونبر إلى غاية 14 من أجل الصيانة، استعدادا للافتتاح المهرجان الوطني للمسرح الذي سينظم من 15 إلى 22 نونبر الجاري".
وأثناء حديثه أشار إلى أن الطاقة الاستيعابية للمسرح محدودة، إذ يتوفر على 280 مقعدا فقط، وهو ما يجعله غير قادر بحسبه على احتضان حفل كبير، مثل الحفل الذي تم تجميده.
وأوضح أنه تم إرسال استفسار مكتوب للجمعية لكن دون أن يذكر تاريخ ارساله، مشيرا إلى أنه جاء فيه "جوابا على طلب الاستفسار الذي وجهتموه لإدارة المسرح لالة عائشة، فيما وصفتموه بإقصاء جمعيتكم من تنظيم أمسية في فن الراب، وذلك بتاريخ 10 نونبر 2019، نؤكد لكم أننا تدارسنا أمسيتكم الفنية بما يتطلب الامر من عمق وشمولية ونظرا لظرف طارئ كون المركز الثقافي مسرح لالة عائشة في هذه الفترة من 9 إلى 14 نونبر سيكون مغلقا لأشغال الصيانة والإصلاح من أجل استقبال عروض المهرجان الوطني في دورته الـ 21 (...)".
فيما قال الازامي إن الجمعية توصلت بهذا الاستفسار يوم 14 نونبر الجاري أي بعد مرور خمسة أيام على الموعد الذي كان مقررا إحياء الحفل فيه.
وقال مدير المسرح إن "إدارة المسرح لم تكن على علم في البداية بالبرنامج الكامل للحفل وأنه حفل راب فقط، وإنما كان في علمها أنها أمسية فنية تتخللها مجموعة من العروض"، مشيرا إلى أنه "سبق لإدارة المسرح أن اشتغلت مع الجمعية نفسها إذ سبق لها أن قدمت عروض متنوعة وهادفة"، مشيرا إلى أن فن الراب لا يحمل رسالة هادفة.
وفي ظل تضارب الروايات يبقى المؤكد هو أن حفل الراب تم إلغاؤه، إلا أن السبب الذي يقف وراء ذلك يبقى غير واضح.