أصحيح أن المغاربة المقيمين بالخرج يوجدون ضمن أولويات الحكومة الجديدة ؟ نعم هم كذلك، حسب ما كشف عنه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. فخلال الخطاب الذي ألقاه أمام أعضاء مجلس النواب ومجلس المستشارين ، أعرب رئيس الحكومة عن رغبته في تعزيز الروابط التي تجمع المغاربة المقيمين بالخارج بوطنهم الأصلي، وذلك من خلال خمس محاور كبرى سيتكلف فريقه بتنفيذها على مدى الخمس سنوات التي سيحملون فيها مشعل الحكومة، خصوصا الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج.
محاور...
ويبقى المحور الأول متعلقا بالدين و الثقافة، فيما سيتم تعزيز وتنويع البرامج التعليمية والبرامج الخاصة بالتأطير الديني و تعليم اللغتين العربية و الأمازيغية، وكل هذا، حسب بنكيران، استجابة للمطالب المتزايدة لمغاربة المهجر، ومن بين المطالب المتكررة للخمسة ملايين مغربي المقيمين بالخارج هناك المطالبة بتحسين جودة الخدمات الإدارية والقنصلية داخل بلدان الإقامة، وفي هذا الصدد يعد رئيس الحكومة بالاستجابة لهذه المطالب عن طريق تعزيز شبكة المراكز القنصلية وتحديث خدماتها ، كما تأمل الحكومة الجديدة، كذلك، في حماية حقوق المغاربة المغتربين عبر تعميم الاستشارة القانونية و القضائية والإدارية بالإضافة إلى تبسيط و وتسريع مساطر معالجة الشكايات والمنازعات الإدارية، وهذه هي النقاط الأساسية التي جاء بها المحور الثاني والذي يهتم بالمسائل الإدارية و القنصلية.
ومن جهته، خُصص المحور الثالث للجانب الاجتماعي، إذ أنه إلى جانب تعزيز الخدمات الاجتماعية على مستوى القنصليات و الشراكات مع المجتمع المدني في البلدان المضيفة، تعتزم حكومة بنكيران تعزيز الحوار وتنويع قنوات التواصل والتعاون مع حكومات بلدان الاستقبال، ومن المقرر أيضا مراجعة وتوسيع الاتفاقات الثنائية في المجال الاجتماعي.
وعلى المستوى الاقتصادي، أعرب بنكيران عن رغبته في تشجيع جيل جديد من استثمارات مغاربة المهجر من بينها إنشاء بنك للمشاريع الاستثمارية بالإضافة إلى وضع آليات خاصة للتحفيز وللتمويل والمواكبة من أجل تمكين المهاجرين من المشاركة في الحياة الوطنية، وقد وعد بنكيران بتخصيص حصص من البرامج السكنية الوطنية الكبرى لصالح المغاربة المقيمين بالخارج، وهذه هي أهم التوجهات العامة للحكومة والتي تجعل من مغاربة المهجر إحدى أولويات برنامجها الحكومي.
.... ومشاكل أخرى
وفي انتظار تقديم الإستراتيجية التي سيتبعها الوزير المنتدب، عبد اللطيف معزوز، تجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى هذه المحاور الكبرى، فإن المغاربة يواجهون باستمرار العديد من المشاكل التي تتطلب حلولا مستعجلة، إذ أن المتقاعدين المغاربة في فرنسا لا زالوا يخضعون إلى عدة تجاوزات فيما يخص الخدمات الاجتماعية الفرنسية.
كما لم يكن الحجز الأخير الذي تعرضت له السفن التابعة لشركة كوماريت بميناء سيت إلا الوجه المرئي من جبل الجليد الذي يحمل في ثناياه العديد من المضايقات المرتبطة بالنقل البحري، و إذا كان سلفه، محمد عامر، قد أعلن أنه غير قادر على وضع حد لسياسة الأسعار المتفق بشأنها و المعتمدة من طرف العاملين في النقل البحري ( خصوصا الإسبان)، فإن معزوز سيكون مجبرا على أن يبدي الكثير من العزم ويبذل الكثير من الجهد من أجل إيجاد حل لهذه المسألة المزعجة، حيث أن المغاربة المقيمين بالخارج يطالبون أيضا بالمزيد من المجهودات من لدن السلطات لتسهيل معاملاتهم، إذ تتجاوز تحويلاتهم السنوية 50 مليار درهم...