اكتسب إسماعيل آيت حمو، مجموعة من المواهب صنعت شخصيته وحددته مسار حياته، وتمكن من أن يتحول من راقص إلى مدرب رقص، ثم إلى منشط تلفزي وبعدها إلى روائي ناجح. هذا التغيير من مسار إلى آخر، كان جزءًا من رحلته لاكتشاف الذات، في محاولة منه للإجابة على أسئلة حول ثقافتين مختلفتين نشأ فيهما، واكتشاف جمالية كل منهما على حدة.
ولد إسماعيل آيت حمو وترعرع في بلجيكا بمدينة صغيرة بالقرب من بروكسل، في طفولته مارس كرة القدم وكرة السلة بالإضافة إلى الرقص، ويتذكر ذلك في حديثه ليابلادي قائلا "في سن الثانية عشرة، اكتشفت هواية الرقص، وهو نشاط لطيف كنت أمارسه خلال عطلة نهاية الأسبوع مع مجموعة من الأصدقاء".
على الرغم من أنه لم يكن يخطط في البداية للالتزام بممارسته هواية الرقص لفترة طويلة، إلا أنه كون علاقة وطيدة بهذه الهواية "أحببت الرقص جدا، لأنه في الغالب كان يسمح لي بقضاء وقت أكثر مع الأصدقاء (...) كان الرقص من بين الأشياء التي تبقينا معا".
وبعد قضائه مدة سنة بالولايات المتحدة من أجل متابعة دراسته، عاد إلى بلجيكا، ليدخل عالم الرقص من باب الاحترافية وهو في سن الثامنة عشرة، حيث يقول "أنهيت دراستي ولم أذهب إلى الجامعة من أجل تكريس كل وقتي للرقص".
وفي سنة 2005، تمكن الشاب المغربي من إثبات ذاته في هذا المجال بعد اكتسابه خبرة أكبر، ليتم اختياره من قبل شركة "أديداس" المتخصصة في المنتجات الرياضية و التي تتخذ من ألمانيا مقرا لها، من أجل تصميم رقصة أحد عروض الشركة.
تجربة إسماعيل مع الشركة الألمانية العالمية، منحت له الفرصة للاشتغال مع عدة قنوات تلفزية وعلامات تجارية كبرى بالإضافة إلى فنانين، كما تم اختياره من بين حكام أحد برامج الرقص المشهورة.
ورغم النجاح الذي حققه في هذا المجال، إلا أنه قرر تغيير مسار حياته، من أجل تحقيق حلم طفولته الذي ظل راسخا في ذهنه لسنوات عديدة، إذ خاض في سنة 2007 تجربة من نوع خاص، وقام بتأليف أول رواية له، ويؤكد أنه "لطالما أحببت الكتابة، وعلى مر السنين كنت أعمل على قصة قمت بنشرها في وقت لاحق"، ليجمع في رصيده لحدود الساعة أربع روايات.
وأثناء حديثه عن هذه الكتب، أوضح إسماعيل أن كل كتاب يتضمن قصة مختلفة عن الأخرى، ففي الوقت الذي تدور أحداث القصة الأولى في الولايات المتحدة، فإن كتابه الثاني يتحدث عن شخصية جبريل، وهو صبي مغربي ينحدر من جنوب المغرب، انطلق في رحلته إلى أوروبا.
ويتذكر الشاب المغربي ذكرياته مع هذه القصة قائلا "لكتابة هذه القصة، رافقت والدي لأول مرة إلى قرية بالقرب من مدينة طاطا" الواقعة في جنوب المغرب، وأضاف "قطعنا رحلة طويلة من بلجيكا إلى قرية والدي، لكن كان من الملهم أن نسمع قصة والدي ونرى أين ترعرع"، ليتمكن إسماعيل من تحقيق نجاح كبير بهذه القصة في بلجيكا، خاصة لدى الجمهور الفلمنكي.
وأوضح أنه تعلق بالكتابة لأنه "بهذه الطريقة أستطيع التعبير ومناقشة الأفكار والقضايا والقيم" كما أن الكتابة مكنت الشاب المغربي الطموح من اكتشاف هويته الحقيقية و "فهم الثقافتين" التي نشأ عليهما.
ويعمل إسماعيل حاليا، على خامس رواية له والذي تدور أحداثها أيضا حول المغرب، كما يقوم أيضا بجولة مسرحية تحمل عنوان "تشرفت بلقائكم اسمي إيش"، والتي يجمع فيها بين بعض قصصه الشخصية والموسيقى والرقص، وأشار إلى أن العرض "مدته ساعتان، أروي خلاله تجاربي وحكايات من حياتي وتجربتي الناجحة في الحياة".