فبعد التخفيض المثير لأثمنة النقال، الذي قامت به شركة فْرِي في فرنسا، قامت كل من شركة أورونج، SFR، بويكز تيليكوم، فيرجين موبيل و شركة كوريوليس بنفس الخطوة [ أنظر التعريفة الجديدة على موقع Capital ]، وبالرغم من كون بعض الشركات قد ركزت على جودة خدماتها حتى لا تقلد عرض شركة فْرِي موبيل، إلا أن الانخفاض يبقى ملحوظا مع ذلك.
ماذا عن المغرب ؟
هناك إجماع على غلاء أثمنة النقال في المغرب، فالفاعلون في الهواتف النقالة يسيطرون على الوضع، إذ من المستحيل التواصل عبر الهاتف النقال بأثمنة تتناسب مع القدرة الشرائية، كما أن القدرة الشرائية في المغرب ضعيفة نسبيا،ولا يطرح هذا المشكل على المستوى الوطني، وأصبح الكل دائم البحث عن أبسط العروض التخفيضية.
فحتى المغاربة المقيمون بالخارج يشتكون من هذا الأمر، حيت تقول نورية، مغربية مقيمة بفرنسا:" ...خلال إقامتي لأقل من شهر في المغرب، أنفقت ما يزيد عن 600 درهم مصاريف المكالمات الهاتفية، أي ما يعادل 200 درهم في الأسبوع، أما إذا كانت في اتجاه الخارج فهي تكلفني 300 درهم كل ثلاث أو أربعة أيام، أما التخفيضات المقترحة فهي ليست في قمتها كما هو الحال بالنسبة لفرنسا، في حين أن التعبئة المضاعفة مجرد عملية احتيال لا أقل ولا أكثر"، وهذا في الوقت الذي ينفق فيه زوجها حوالي 900 درهم شهريا، أي ما يعادل 200 إلى 300 درهم على رأس كل يومين، وهذا أمر مثير للدهشة.
لا وجود لمنافس حقيقي في السوق
أدى ظهور شركة "وانا"، خلال بضع سنوات ، إلى خلق منافسة بين الفاعلين في قطاع الاتصالات، لكن المنافسة قد لوحظت بكثرة على مستوى العروض المتعلقة بالانترنيت على حساب الهاتف النقال، وفي واقع الأمر، فإنه إلى حدود الآن لم يخلق عرض " وانا- باين" منافسة حقيقية، لأنه رغم اقتراحه لتسعيرة " الخلاص بالثآنية"، يبقى الزبناء مقيدين بالتغطية المحدودة.
وعامل التغطية هذا، كان هو نقطة الضعف لدى العرض الذي تقترحه وانا، إذ لا يمكنك استعمال الرقم إلا داخل المدينة التي اقتنيته فيها، و هذا الوضع ساعد إلى حد كبير اتصالات المغرب و ميديتيل على الإبقاء على أثمنتهما مرتفعة، ولما قررت شركة "وانا" تغيير سياستها بالعودة للعرض الكلاسيكي للاتصالات وأصبحت " إنوي"، كل شيء أصبح كلاسيكيا.
ومن خلال الإعلانات الإشهارية التي تقوم بها ميديتيل، نقرأ اليوم هذا الإشهار " Vous avez tout compris " الذي يعني " لقد فهمتم كل شيء"، هذا الشعار الذي اتخذته ميديتيل يذكرنا بشعار(عِنْدَهُ فْرِي، إذن فَهِمَ كل شيء) الذي تبنته شركة فْرِي موبيل، خلال إطلاق عرضها "فري بوكس"، ورغم أن ميديتيل قد قلدت فْرِي غير أنها لم تحل المشكل الذي يعاني منه المستهلك و المتمثل في غلاء المكالمات.
العديد من الجمعيات لحماية المستهلكين... لكنها بدون سلطة ...
تشير مجلة تيلكيل، في مقال خصصته لهذا الموضوع، إلى أن هناك العديد من الجمعيات التي تهتم بمساعدة المستهلكين في المغرب، لكنها تبقى بدون سلطة و بالتالي لا يمكنها تقديم أية مساعدة، كما أن رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك يستنكر مثل هذه الهفوات القانونية، حيث قال:" لقد تلقينا العديد من الشكاوي وهذا أمر طبيعي لأن الكل يشتكي، و قمنا باللجوء للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، لكننا وجدنا أنفسنا أمام عملاق ! وبما أنهم ينتمون جميعهم إلى نفس الزمرة، فقد أوجدوا المبررات وليس بيدنا حيلة".